بات مصير بطولة كأس الأمم الأفريقية مهدداً فى السنوات القادمة بعد موافقة الاتحاد الأفريقى لكرة القدم «الكاف» على تقديم موعد البطولة المقبلة فى أنجولا 2010 لتقام فى العاشر من يناير المقبل بدلا من يوم عشرين من نفس الشهر، دون إبداء الأسباب وإن كان مسئولو الكاف خرجوا ليؤكدوا أن ذلك جاء بناء على رغبة الدولة المستضيفة.
ولكن الحقيقة هى أن هذا القرار جاء بناء على طلب العديد من الأندية الأوروبية التى تصرخ دائماً فى هذا التوقيت من كل سنة زوجية نظراً للضرر الذى تتعرض له من إقامة البطولة الأفريقية بحجة أنها تفقد لاعبيها الأفارقة الذين ينضمون لمنتخبات بلادهم بينما تكون هذه الأندية فى أمس الحاجة للاستفادة من لاعبيها.
والغريب أن هناك العديد من الأندية اشترطت على لاعبيها الأفارقة الاعتزال الدولى أو عدم المشاركة مع منتخبات بلادهم فى البطولة حتى يتم تجديد تعاقداتهم متبعة سياسة لى الذراع للاعبين الأفارقة.
وما يؤكد ذلك تصريحات السويسرى جوزيف بلاتر رئيس الاتحاد الدولى لكرة القدم «فيفا» مؤخراً حيث طالب بلاتر بتعديل موعد بطولات أمم أفريقيا بأن تقام خلال منتصف الصيف، وتحديداً فى شهرى يونيو ويوليو بدلاً من إقامتها فى يناير وفبراير، أو إقامتها كل أربعة أعوام.
وطالب بلاتر أيضاً الاتحاد الأفريقى أن يضع فى حساباته أن يكون اللاعبون الأفارقة فى أفض ل صورة فى كأس العالم وكى يحدث هذا سيكون من الضرورى أن يتم نزع الضغط الواقع عليهم جراء اضطرارهم للعب فى كأس الأمم فى العام نفسه.
فى المقابل، وعد عيسى حياتو رئيس الكاف بمناقشة هذا الاقتراح، ولكنه شدد فى نفس الوقت أن تغيير توقيت البطولة إلى منتصف العام لن يكون محلاً للنقاش، معتبراً الموافقة على هذا الطلب سيكون نهاية الكرة الأفريقية.
وبرر حياتو ذلك بأن العوامل المناخية فى مناطق عديدة فى أفريقيا فى منتصف العام لن تكون مناسبة لإقامة بطولة كبيرة الى جانب تحديد الكاف أماكن إقامة كأس الأمم الأفريقية فى 2010 و2012 و2014، حيث من المقرر أن تستضيف أنجولا كأس الأمم الأفريقية 2010 فيما تقوم غينيا الاستوائية والجابون مناصفة بتنظيم البطولة فى 2012 وتقام بطولة عام 2014 فى ليبيا.
تصريحات بلاتر وحياتو تؤكد وقوع صدام وشيك بين الاتحادين الدولى والأفريقى، خاصة أن الأخير سبق أن رفض اقتراحات عديدة من الأندية الأوروبية بإقامة البطولة فى الصيف على غرار بطولة كأس العالم لتفادى درجات الحرارة المرتفعة فى غالبية أنحاء القارة خلال أشهر الصيف.
المثير أن هناك ضغوطا شديدة تمارس حالياً على بلاتر وتحديداً من رابطة الأندية الأوروبية التى طالبت بتعديل موعد بطولة أفريقيا وإقامتها فى صيف السنوات الفردية بدلا من الزوجية حتى لا تتزامن مع إقامة بطولة كأس العالم.
ويعد المطلب الأول للأندية الأعضاء فى الرابطة هو التعويض المادى للفرق التى يتعرض لاعبوها لإصابات خلال أدائهم مباريات مع منتخبات بلادهم، وبحقها فى عدم دفع رواتب اللاعبين فى الأسابيع التى يمثلون فيها منتخبات بلادهم
