استغل عدد من المغنيين حالة الفوضي التي تعيشها الأغنية الآن ليفرضوا سطوتهم علي كل عناصر الأغنية فأصبحنا نري المغني ملحنا وامتد الأمر هذه الأيام ليشارك في كتابة الأغاني وأصبحت الموضة الآن أن يكون المغني "بتاع كله" وهو ما حدث فعلا مع الفنانة بشري في ألبومها الأخير "احكي".
قد يكتشف المطرب فجأة موهبة التأليف في أحد أقاربه فيطلب منه تأليف أغنية عن موقف طريف مر به وهو يشاهد أحد الأفلام في السينما وهو ما حدث مع محمود العسيلي والذي سبق وغني أغنية مجنونة لنجد في النهاية موجة من الأغاني غير المفهومة.. والغريب أن هؤلاء المغنيين يدعون أن الجمهور يتجاوب مع هذه الأغاني مما يجعلهم يتمادون.
والسؤال: هل فعلا هناك المطرب الخارق الذي يفعل كل شيء في الأغنية وإذا كان دور المطرب امتد لكتابة الكلمات فماذا سيفعل كتاب الأغاني خاصة في الوقت الذي يوجد آلاف الموهوبين من الشعراء الذين لا يجدون الفرصة للظهور.
أكد الموسيقار حلمي بكر ان المسألة الغنائية الآن أصبحت "سايحة" وليس لها رابط أو ضابط ولا يجوز أن نطلق عليهم المطربين بتوع كله ولكن نقول عنهم اخوانا بتوع كله الذي يغني ويلحن ويؤلف فمثلا نجد محمد رفاعي قام بالتأليف في غفلة من الأمن وبعد ذلك قام بالتلحين والغناء وكذلك محمد رحيم لحن وغني وتامر حسني وتامر عاشور فالعملية أصبحت هوجة.قال ان المغني يلجأ للتأليف والتلحين من أجل أن يضمن أن يكون له عائد في الأداء العلني من أجل الحصول علي معاش من جمعية المؤلفين والملحنين والمشكلة انك عندما تبحث عن الملحن أو التأليف تجده كلاما فارغا. قال ان الخروج من هذه الفوضي لن يكون إلا بظهور العناصر الجيدة التي تمحو السييء فعندما يظهر الجيد يصبح فيه الملحن الجيد وإذا تصادف وكتب الملحن وغني تكون كلمات تستحق وترتقي باللحن.
أكد انه لا يوجد من يراقب ويحمي الساحة الغنائية فنقابة الموسيقيين لماذا تسمح بمطرب حصل علي عضويتها لكونه مطربل أن يقوم بالتلحين وكيف سمحت للمؤلف أن يلحن.. الموضوع يحتاج ضوابط حتي لا تختلط الأمور.
أكد الشاعر جمال بخيت أن هذا الأسلوب متبع في الدول الغربية فكثير من المطربين الذين نسمعهم في الغرب يكتبون كلام الأغاني ويقومون بتلحينها فمن الممكن أن يكون المطرب موهبة استثنائية قادرة علي الكتابة والتلحين والغناء فلا مانع من حيث المبدأ ولكن من حيث النتيجة والتنفيذ نجد أن أغلب ما نسمتع إليه بمنطق الابداع الثلاثي غير المبني علي موهبة حقيقية فنسمع أغاني الآن شديدة التفاهة ليس فيها قيمة علي مستوي الكلمة أو اللحن وغالبا لا يكون لها قيمة علي مستوي الصوت لأن المطرب الحقيقي يبحث لنفسه عن شاعر جيد وكلمات منتقاة وملحن له خبرة عريضة.. أضاف انه أصبح يشارع الآن ما يعرف بالافيهات سواء في الصوت أو اللحن وهذا ما أعطي فرصة لشيوع مثل هذه الظواهر.
قال ان كلمات الأغاني التي يكتبها المطربون لأنفسهم لا تمت بأي صلة للشعر لأنها لا تعترف بالوزن أو القافية وليس لها تركيبة الجملة فتشعر من الأغاني بأن هناك خواجة يتكلم العربية فلا يركب الجمل بشكل سليم.
أوضح ان هذا جزء من الظواهر السلبية الموجودة في الأغاني والتي نتمني أن يبحثوا عن كلمات جيدة كتبها انسان يعرف معني الشعر والكلمة وملحن يعرف ماهية أبعاد الصوت.. ولا أفهم من أين أتي مطربو هذه الأيام بكل هذه الجرأة لعمل كل شيء في الأغنية ويشجعهم علي ذلك المنتخبون والقنوات الفضائية في ظل عدم وجود رقابة حقيقية التي تركز علي ثلاثة أشياء فقط هي الجنس والدين والسياسة فيما عدا ذلك لا تقترب منها ولا تشغل نفسها في البحث هل هذا الكلام شعر أو ليس شعرا وأنا أقول ان هذا الغناء عشوائي.
الشاعر عمر بطيشة رئيس جمعية المؤلفين والملحنين قال: إذا كان المطرب لديه موهبة التلحين أو التأليف فليس هناك مانع لأن التأليف يعتمد علي الموهبة وليست مهنة يتخرج شخص في كلية معينة ليمتهنها ولكن يشترط وجود هذه الموهبة وليس أي شخص تظهر عليه أعراض التأليف أو التلحين فجأة فيصبح مؤلفا أو ملحنا.. فأنا مع الموهبة الحقيقية.
أضاف ان الزمن والجمهور يفرزان الأصلح ولن يبقي إلا ما ينفع الناس.
أضاف ان الأمور أصبحت عشوائية لا رابط أو ضابط لها ومهنة الغناء أصبحت مهنة من لا مهنة له والفضائيات الآن لمت كثيرا من هؤلاء الذين ليس لهم مهنة ولكن الأمل في وعي الجمهور الذي يلفظ الرديء والشيء المؤكد أن المواهب مثل المعادن النفيسة والمواهب الحقيقية هي التي تستمر وانصاف المواهب سيلفظهم الجمهور.أوضح ان جمعية المؤلفين والملحنين بها ثلاث شُعب هي التأليف والتلحين والمؤلف الملحن وليس لنا علاقة سواء كان المؤلف أو الملحن مطربا أو غير مطرب.
قال ان هناك عددا من المطربين معتمدون لدينا كملحنين مثل تامر حسني وعمرو دياب وعمرو مصطفي لأننا في الجمعية نحصل حقوقا للمؤلفين والملحنين عن الأداء العلني.
