هل السعادة فى المال؟هل هى فى الزواج؟ام السعادة فى الأولاد و الشهرة والمناصب؟كيف نجد السعادة ونحقق اسبابها؟
اجاب عن تلك الأسئلة الدكتور عادل مدنى استاذ الطب النفسى بطب الأزهر خلال ندوة- اقيمت بنادى الصيد المصرى بالدقى -تحت عنوان "للسعادة اسرار".
واوضح د.مدنى خلال الندوة ان السعادة تعد من اكثر المواضيع التى يتسائل الناس عنها املين فى الوصول الى اسرارها مؤكدا ان ترجمة السعادة الى كلمات شىء صعب لإختلاف القدرات التعبيرية من شخص لأخر.
واضاف استاذ الطب النفسى : يتسائل الكثيرون هل السعادة فى المال؟واقول لهؤلاء"الكثيرين من الأغنياء يعانون من الأمراض النفسية رغم ثرائهم واعتقد ان سبب مرضهم هو خوفهم على تلك الأموال وايضا العديد من الفتيات الثريات لا يقبلن على الزواج خوفا من الطامعين"،
بينما يتسائل اخرون هل السعادة فى الزواج؟ولهؤلاء اقول"الزواج يعد مؤسسة قد تؤدى الى السعادة او الى التعاسة على حسب اختيار كل طرف لشريكة ومقدار المودة والتوافق بينهما " ، و يرجح البعض ان السعادة لا تكون بدون الأبناء واجيبهم "بأننا كشعب نحب ابناؤنا بشدة ونريدهم دوما ان يكونوا مثلنا فى كل شىء لأننا نعتبرهم امتداد لنا مما يعرضنا الى الصدام معهم بإستمرار لرغبتهم فى الإستقلالية،
ويضيف د.مدنى قوله ان فريقا اخر يرى ان السعادة فى العمل وويرد عليهم بقوله "ان العمل يعد من اهم دلائل الصحة النفسية فعندما اكون قادرا على العمل(القيام بأى عمل) و الإنتاج اكون قادرا على العطاء ولكن العمل وحدة لا يؤدى الى الوصول للسعادة "،
اما من يرون ان السعادة تكون فى الشهرة و الوصول لأعلى المناصب فيرد عليهم بقوله "ان العديد من المشاهير عانوا كثيرا فى حياتهم لإفتقادهم الصحة على سبيل المثال عبد الحليم حافظ وانور وجدى الذين اعربوا اكثر من مرة عن رغبتهم فى اكل الفول والطعمية! والمعافاة من المرض "،فبالتالى الشهرة وحدها لا تكفى للوصول الى السعادة ولكن افضل تعريف للسعادة هو الرضا عن النفس .
وقال د.عادل "عندما لا ارضى عن "نفسى" اظل طوال الوقت اتخانق مع "نفسى" وطالما اتخانق مع "نفسى" فلن اتقدم ابدا للأمام لأن كل انسان منا بداخله طاقه فاذا سحبت من هذه الطاقه واستنزفتها وانا ادمر "نفسى" فلن اجد اى طاقه اخرى للقيام بأى عمل ،اذن فلابد لكل انسان ان يتصالح مع "نفسه" لكى يصل الى السعادة،".
واضاف د.منى ان عمق العلاقة مع الله سبحانه وتعالى بأى صورة كانت تؤدى الى السعادة والسكينة وراحه البال.
وردا على سؤال عن "السعادة"وهل تعد عادة وكذلك "النكد" هل يعد عادة؟ قال د.مدنى" هناك شخصية اميل الى النكد لا ترى الا الشىء المظلم وهناك شخصية طبيعية تتعامل مع الحياة بمرح ،فالمسألة ليست عادات انما هى طبيعة شخصية ،و30% من شخصية الأنسان تكون موروثة اما النسبة الباقية فيكتسبها من خلال التعاملات الحياتية.
وردا على سؤال عن دلائل واعراض الإصابه بمرض الإكتئاب قال د.مدنى "الإكتئاب هو ثبات المزاج السىء عند المريض وظهور اعراض سلوكية عليه بشكل مستمر ،والشخص المكتئب هو انسان شديد الحساسية كثير التفكير ".
واضاف د.منى قوله ان هناك 30 نوعا من انواع الإكتئاب واهم اعراض الإكتئاب :قلة النشاط-فقد العزيمة-قلة التحدث مع الأخرين-شعور دائم بالحزن-تفسيرات سلبية لكل ما يحدث-التفكير فى الإنتحار او الشعور بعدم اهميته فى الحياة-التقلب فى النوم اما يزيد او ينقص -التقلب فى تناول الطعام اما يزيد او ينقص ،
واوضح استاذ الطب النفسى " لا احكم على اى شخص بانه مريض بالإكتئاب الا اذا توافرت فيه اغلب تلك الأعراض اما من يعانى من عرض او اثنين فهذا شىء عادى فكلنا نصاب بالأحزان والمشاكل.
وردا على سؤال حول علاقه الحزن بالإكتئاب قال د.مدنى " اذا فقد شخصا عزيزا عليه سيصاب بالحزن وتتغير الكيمياء فى جسده خلال فترة لا تزيد عن اربعين يوما فاذا لم تتعدل تلك الكيمياء بعد الاربعين يوما سيتحول الأمر الى الإكتئاب ولقد اكتشف قدماء المصريين ذلك الموضوع فقاموا بعمل (الاربعين)."
وفى نهاية الندوة وجه د.عادل عدة نصائح للحاضرين اهمها ضرورة ممارسة رياضة المشى على الأقل ساعة يوميا خاصه فى فترة الصباح لما لها من تأثير كبير على الحاله النفسية ،كما شدد على ضرورة عدم اخذ اى ادوية مضادة للاكتئاب بدون متابعة واشراف الطبيب لأن اخذ تلك الأدوية بطريقة خاطئة قد تؤدى الى زيادة الإكتئاب
