كتب يوسف معاطي
المضروبة ..الديمقراطية
إذا كان البعض ينادى بمقاطعة السلع الأمريكية فماذا سيفعل حينما يصدرون لنا" الديقراطية"؟إن الديقراطية-على ما نسمع-شىء لطيف جدا وسلعة مطلوبة فى السوق ولكن-المريب-فى الموضوع هو إصرارهم على تصديرها لنا..سواء شئنا ذلك أم أبينا..بل إنهم يفرضونها على السوق.."السوق العربية"بطريقة تصل إلى الإجبار تذكرنى بأهلى فى الصعيد حينما أذهب إليهم واكل ومتعشى ويحلفون ميت يمين لازم أكل..ياخوانا مش قادر.. بطنى ح تنفجر..فأجد فوهة البندقية فى رأسى وصوت يصرخ فيها...ح تأكل يعنى ح تاكل.. طيب ولنفرض أنهم عملوا استفتاءاً ديمقراطيا نزيها.. فوجدوا أننا- الشعب يعنى-لا نريد الديقراطية ووجدوا أننا نحب الحكم الشمولى..ونعتبر أفلام"الكرنك"و"وراء الشمس"والحاجات دى أفلاما رومانسية.. ولنفرض أن مظاهرات طلعت فى الشوارع ترفض الديقراطية ما هو احنا"رخمين" ونعملها..فماذا سيفعل الأمريكان؟!قال لى أحدهم وهو يدخن سيجارة أمريكية..لا حل يا عزيزى مع هؤلاء سوى أن نقاطع السلع الأمريكية ..قلت له وما هذه التى تشربها ..أليست أمريكية..فقال ..مين قال أنى بأشربهاأنا بحرقها..وفى الحرب الأخيرة قال جندى أمريكى لجندى إنجليزى نحن نحارب من أجل الشرف وأنتم تحاربون من أجل المال.. فأجاب الجندى الإنجليزىفعلا..إن كل دولة تحارب من أجل الشىء الذى ينقصها!!ونحن كما يقول التقرير الأمريكى..تنقصنا الديقراطية.. طيب ولنفرض مثلا أننا كذلك..لماذا لا نستوردها من السويد أو من الدنمارك... وإذا كان الأمريكان عندهم حبة ديقراطية مضايقينهم.. لماذا لا يصدرونها إلى الصين..خصوصا الأيام دى ..إن كل واحد حر فى اختيار ديمقراطيته..عندك واحد حشاش عامل دماغ عالية قوى.. سأله أحدهم وهو فى قمة الانسجام هو أيه الفرق بين الامبراطورية والجمهورية.. فأجابه الحشاش بروقان..أنا ما فهمش لا فى ملكية ولا فى جمهورية..أنا أفهم بس فى السلطنة..مساء الخيييير وبعدين ما هم راحوا العراق وجابوا لهم بعيد عنك الديمقراطية..البلد بأت عاملة زى سوق التلات...اللى شايل تلاجة واللى شايل كنبة..والعالم ماشيين بمفكات وشواكيش وطفاشات ومولد..وبتوع الديمقراطية واقفين بيتفرجوا عليهم..تصدق بالله..واحد كان شايل تلاجة وبيجرى بيها فى بغداد.. تانى يوم شفته فى الموصل جارر غسالة فول أتوماتيك؛ده حتى الحيوانات سرقوها من جنينة الحيوانات فى بغداد..قرود..نسانيس..طواويس..افتح الأقفاص وعبى وشيل..طيب دول مالهم بأه ومال الديمقراطية..ده فيه أسد فى الجنينة حس بحركة مش مضبوطة راح واقف لهم بأه وقعد يزأر.. بيبص شماله لقى لا مؤاخذة اللبؤة مش فى القفص- عرفت بأه ليه الصحاف قال عليهم علوج!!كم أكره هذه الديمقراطية اللعينة التى ما أسمع أحدهم يذكرها حتى أشعر أننا مقبلون على أيام سودة،الحملة الفرنسية جاءت إلينا علشان يعلمونا ويطورونا والإنجليز أتوا إلينا عشان يضبطونا هوه فرح وكله جاى ينقط؟!وعلى رأى ابن الملوح كم جئت ليلى بأسباب ملفقة..ما كان أكثر أسبابى وعلاتى....بعد انسحاب صدام من الكويت فى الحرب الأولى ذهب لزيارة إحدى المدارس فقالت له فتاة صغيرة..بابا صدام لماذا انسحبت من الكويت؟ فاقترب منها وتأمل وجهها البرىء الفاتن كأنها وجه بغداد وقال لها حبيبتى...إذا أنت رسبتى هذا العام فماذا تفعلين؟قالت أعيد السنة بابا صدام، قال لها وبابا صدام سيعيد السنة هو الأخر يا حبيبتى.. ويا ريته ما عاد السنة..يا ريته ما كمل تعليمه يا ريته اتجوزوقعد فى البيت..سألنى أحدهم ما الفرق بين الجرأة والوقاحة..قلت له الجرأة أنك تروح تتعشى فى مطعم وتخرج من غير ما تدفع الحساب.. فسألنى الوقاحة قلت له،إنك تروح تتعشى هناك تانى. وهذا هو الفرق بين حرب الخليج الأولى وحرب الخليج الثانية لكن العامل المشترك بينهما أن كلتيهما كانت من أجل نشر المضروبة "الديمقراطية. "