كتب يوسف معاطي
والكلام بيجيب بعضة
ألم تقم يوماً من نومك سعيداً-بلا مناسبة- قرير العين(مزأطط)..تدندن بأغنية وترقص على خفيف كدة...تقبل أولادك..وتداعبهم وتقبل زوجتك-بلا مناسبة- هل حدث لك هذا؟!!تقول أحيانا.. ولكنه حدث..تقول نادراً.. ولكنه يحدث..حسناًً لماذا لا تهتم بهذة الظاهرة..ألا تشكو لطوب الأرض وتقرفنا فى عيشتنا إذا أصابك حزن مفاجىء بلا سبب وتظل تردد دائما..عندى اكتئاب..فإذا أصبت بحالة"انسعاد"لماذا لا تعترف بذلك.. لماذا لا تذهب إلى طبيب نفسى لتشرح له حالتك..والله يا دكتور مش عارف ..مبسوط قوى اليومين دول.. فرحان كدة وسعيد من غير سبب..طول النهار والليل رايق وبأغنى..ما بتخانقش مع المدام...وعيالى قمة الأدب والأخلاق سيفحصك الطبيب جيداً..وسيسألك...والحالة دى بقالها أد إية..سترد وأنت فى قمة السعادة..بقالها أسبوع..سيسألك.. محدش مات لك قريب؟مالكش حد فى العراق؟ما بتشوفش نشرة الأخبار؟ستردلأيا دكتور..سيصرخ فى وجهك" مغتاظاً"..أنت دفعت كام برة للممرضة مش خمسين جنية!!..تطلع تاخد منها مائة جنية وما أشوفش وشك تانى...وهكذا ستخرج أسعد مما دخلت كمان القاعدةهى السعادة والاستثناء هو الاكتئاب..المهم هو تنظيم القاعدة... أعنى السعادة طبعاً مش اللى فى بالك..وتنظيم السعادة فن.. وهو أهم من تنظيم الأسرة..وإذا عرفت ما الذى يسعد من حولك وعرفوا ما يسعدك لعشت فى نعيم..ولكنه الجهل والمكابرة والعناد.. ذلك هو الجحيم بعينة.. وأنا كما تعلمون وكما تعلم زوجتى من قبلكم أحب المحشى..محشى الكرنب بالذات.. وأعتقد أنه يبادلنى هذا الحب..أشعر بذلك وأنا أضع صباع المحشى فى فمى.. فيتماسك أكثر ويلف أوراقه على الأرز أبو خلطة وأكاد أسمعه وهو يقول كلنى بسنانك كلنى..فإذا أتبعته بقرن فلفل مخلل لأشعل الليلة.. أجد صباعا ثانيا يومىء لى فى الطبق بأنه يتمنى بكل رضا ونفس مسامحة أن أحمله وأضعه فى فمى ليلحق بأخيه.. تلك هى العلاقة العاطفية التى تربطنى بمحشى الكرنبأو بلأحرى تربطنا معا.. ولكن يجف ريقى بأه إذا طلبت من المدام أن تعمل لنا محشى.. وتتحفنى بمذكرة طويلة قال لها طبيب يكرهنى كره العما عن أضرار المحشى بالنسبة لى.. وتبدأ خناقة ومشاكل تتطرق فيها لموضوعات خطيرة جدا ليس لها أدنى علاقة بالمحشى.. ولكن كما تعلمون فى الخناقات الزوجية الكلام بيجيب بعضة..وأخيرا ..تكلمنى فى التليفون..فأنا غالبا ما أترك البيت بعد خناقات المحشى –وتقول لى.. تعالى عملت لك المحشى اللى بتحبه..أقول لنفسى فى ضيق ما كان م الأول.. نجلس على المائدة..تحاول هى أن تلم الدور فتقول بلهجة مختلفة عن لهجة الصباح..ما أنا خايفة عليك.. هوه المحشى ده مش فيه رز..شوسمنه..و..وكل ده كوليسترول.. ودهون وأملاح و..وأنا بأه موتى وسمى اللى يكلمنى عن أضرار حاجة وأنا باكلها..فى اليوم الثانى أجلس على المائدة أجد أمامى..المحشى ..أسألها ايه ده..تقول المحشى بتاع امبارح الحلة زى ما هيه..أرميه يعنى؟أقول لها ولكن الطبيب قال إن...تصرخ..دلوقتى الدكتور بأه له قيمة..وتبدأ خناقة أخرى تتطرق فيها لموضوعات غاية فى الخطورة والكلام بيجيب بعضه.. وأنا كثيرا ما أصحو من نومى سعيد سعادة تصل إلى حد البلاهة وكنت أنوى بالفعل أن أعرض حالتى هذه على أحد الأطباء..فأقل الأشياء تعكر مزاجى وتصيبنى بحالة من العكننة تظل معى حتى أخر اليوم.. أشياء تافهة جدا..تثير أعصابى وتصيبنى بالاكتئاب فى البداية أقوم وأنا أغنى وأصفر..وأضع قدمى تحت السرير لأبحث عن الشبش فتصوروا ماذا أجد؟!فردة واحدة!!وتظل قدمى الأخرى تبحث فى كل مكان وتلتوى تحت السرير وتمتد عند الكومودينو..أين ذهبت الفردة..يا ناس..ياعالم..يا اخوانا..تأتى زوجتى وهى فى قمة الفضب..هى الغضبانة تصوروا!!مع أن الفردة الضائعة تخصنى أنا.. وهى ترتدى شبشبها كاملا بلا أى نقصان وتسألنى..فيةأيه؟!أشير لها إلى فردة الشبشب معتمدا على المثل العربى الشهير"إن هذا لا يصلحإلا بذاك" وتبدأ خناقة ومشاكل تتطرق فيها لموضوعات غاية فى الخطورة والكلام بيجيب بعضه!!وعندى بيجاما أحبها جدا..بينما لا تبادلها زوجتى نفس الإعجاب بقالها سنين زرارها مقطوع..ولأنها شتوى..فنحن لا نتشاجر من أجلها إلا كل شتاء فقط والكوفيات التى أحب أن أرتديها..لماذا يضايقها ذلك؟ ما دام ذلك يسعدنى..ربنا يهنى سعيد بسعيدة.. وأخيرا هذه بعض الأشياء التى تقضى على السعادة فى الحياة الزوجية وهى بالمناسبة لم تحدث لى وليس لها أدنى علاقة بحياتى العائلية..والزوج الذى أتكلم عنه هو صديق أسر لى بهمومه وطلب أن أكتبها حتى تتعظ الزوجات.. وبالمناسبة يحرص البعض كلما جمعنا مكان أنا وزوجتى أن يبتسم أحدهم بخبث ويعلق على كتاباتى أمام المدام قائلا.. ده انت مراتك ست كمل أمال ايه يا راجل اللى بتكتبه عنها ده..وتنشكح زوجتى وتسعد جدا من هذا الكلام..ونعود إلى بيتنا..لأجدها تقول لى..عاجبك الصورة اللى أنت راسمها عنى للناس دة؟!والكلام بيجيب بعضه
