في طريقة جديدة ومختلفة للاحتجاج، نشرت الممثلة المغربية الشابة فاطيم العياشي صورة لها وهي مستلقية في مكب للنفايات بضاحية مدينة الدار البيضاء، اعتراضاً منها على ترويج قيادات حزب العدالة والتنمية ذو الاتجاهات الإسلامية لمفهوم "الفن النظيف".
وما أن انتشرت صورة العياشي حتى تجدّد الجدل حول حدود حرية الإبداع في مملكة المغرب ، في ظل تولي حزب العدالة والتنمية قيادة الحكومة الحالية، وعقب صدور مواقف لشخصيات من هذا الحزب تدعو إلى فن يحترم هوية وقيم المجتمع، وفقاً لموقع قناة "سي إن إن".
من جانبها دافعت فاطيم العياشي عن مبادرتها، موضحةً أن الصورة تندرج في إطار عمل فني للمصور عثمان الزين، يسخر من مفهوم "الفن النظيف" الذي تروّجه الحكومة الحالية، مؤكدة انزعاج شرائح واسعة من الفنانين من ربط الفن بـ "النظافة".
وقالت فاطيم التي عُرفت بأدوارها الجريئة في السينما: "إن مفهوم الفن النظيف ليست له أي دلالة، فالفن يُقدّر ويُنتقد ويُناقش لكنه لا يُحاكم بمعايير النظافة من عدمها".
ورفضت الممثلة الشابة اتهامها بالسعي لتحقيق شهرة سريعة من وراء هذه الصورة، واستفزاز ردود فعل مهاجمة، مؤكدة أنها تؤمن بقناعات واضحة قد لا ترضي الجميع، وقد تجلب ضدها هجمات قاسية أحياناً.
ورداً على اتهام بعض التيارات للحكومة الجديدة لها بأنها خطر بالنسبة لحرية الإبداع، قالت فاطيم العياشي: "لا أدري إن كان ثمة خطر، لكن اليقظة مطلوبة من أجل الدفاع عن حرية التعبير والإبداع والرأي ومواصلة الحلم والتخييل بكل حرية".
ولم تتسبّب صورة فاطيم العياشي في استفزاز بعض مسؤولي الحكومة فقط، بل دفعت عدد من نقاد السينما إلى مهاجمتها، ومن أبرزهم مصطفى الطالب الذي أكد على أنه ليس من المطلوب من الفنان المغربي أن يصبح واعظاً دينياً، بل يتعلق الأمر بمطلب مجتمعي يقضي بالرقي بالعمل الفني وتقديم إبداعات تحقق الفائدة وتحترم قيم المجتمع.
وأضاف الطالب إن السينمائيين المغاربة مدعوون إلى احترام ثقافة مجتمعهم المحافظ وتجاوز مقولة "الجمهور عايز كده"، دون أن يكون في الأمر أي تضييق على حرية الإبداع.
وعلّق مصطفى الطالب على خطوة فاطيم العياشي بالاستلقاء وسط مكب نفايات عمومي بأنها تنذر باتجاه هذه الفنانة نحو مزبلة التاريخ، مشيراً أن كثيراً من الأعمال الراهنة في الفن السابع المغربي ينحرف عن السياق الثقافي للمجتمع، من خلال الرهان على الإثارة والجنس.
