محتجين بالهراوات يوم الاربعاء أمام مبنى نقابة الصحفيين بوسط القاهرة بعد يوم من احتجاج واسع - سماه نشطاء الانترنت "يوم الغضب" - سقط خلاله أربعة قتلى وأصيب مئات آخرون. كما أفاد شاهد عيان أن آلاف المصريين احتشدوا في احتجاج مناهض للحكومة أمام دار القضاء العالي بوسط القاهرة يوم الأربعاء متحدين بذلك حظرا فرضته السلطات على تجديد الاحتجاجات.
وردد المحتجون "الشعب يريد إسقاط النظام".
وقال الشهود ان المحتجين أمام مبنى نقابة الصحفيين حاولوا النزول الى الشارع لتنظيم مسيرة وان المجندين أوسعوهم ضربا بسبب ذلك لكن المحتجين ساروا في الشوارع مما جعل قوات الأمن تضربهم بقنابل الغاز المسيل للدموع.
وقال شاهد ان المحتجين ردوا على قوات الامن بالحجارة التي استعملتها قوات الامن أيضا في ضربهم.
وأضاف أن المجندين "يضربون الناس بالهراوات عشوائيا... لا يفرقون بين المحتجين والمارة."
وتابع أن الاشتباك تسبب في وقف المرور في شارع رمسيس أحد أهم شوارع القاهرة.
وقال شاهد آخر ان المجندين سحلوا أكثر من متظاهر في شارع عبد الخالق ثروت أمام مبنى نقابة الصحفيين بينهم صحفية وعضو مجلس نقابة الصحفيين محمد عبد القدوس وعضو مجلس النقابة السابق كارم محمود قبل تحول المظاهرة الى مسيرة.
وقال محمود في اتصال هاتفي مع رويترز من سيارة شرطة "قبضوا علي وعلى عبد القدوس وثلاثة صحفيين آخرين ومعنا 13 محتجا."
وقالت شاهدة عيان ان مجندا أُصيب في عينه خلال التدافع.
وقبل ضرب المحتجين رددوا هتافات مناوئة للرئيس حسني مبارك بينها هتاف يطالبه بالتنحي ومغادرة البلاد مثل الرئيس التونسي زين العابدين بن علي الذي هرب من بلاده هذا الشهر تحت ضغط احتجاجات.
وفي وقت سابق قال مصدر أمني وشهود عيان ان عشرات المحتجين تجمعوا أمام مبنى دار القضاء العالي القريب وفي مدن المحلة الكبرى ودمياط وأسيوط لكن أعدادا كبيرة من قوات الأمن أسرعت بتفريقهم وألقت القبض على عشرات منهم.
وكان مئات النشطاء حاولوا تجديد احتجاج واسع النطاق شهدته البلاد يوم الثلاثاء لكن وزارة الداخلية نشرت أعدادا كبيرة من قواتها في الأماكن التي رجح تجدد الاحتجاجات بها قائلة انها لن تسمح بالتظاهر.
واستهدف الاحتجاج الذي دعا اليه نشطاء الانترنت إنهاء 30 عاما من حكم الرئيس حسني مبارك.
ودار القضاء العالي هو نفس المبنى الذي نظمت أمامه بعض المظاهرات في بداية الاحتجاج يوم الثلاثاء.
وما زالت الاجراءات الامنية مشددة في شتى أنحاء العاصمة وقالت وزارة الداخلية انها لن تسمح بتجدد المظاهرات.
وشوهد رجال أمن في الزي المدني ورجال مباحث يستجوبون المارة المشتبه بهم في ميدان التحرير اكبر ميادين القاهرة. كما ألقت قوات الامن القبض على كل من توقف بالميدان.
وقال مصدر أمني أخر ان محاولة لتنظيم احتجاج جديد في مدينة المحلة الكبرى في دلتا النيل أحبطت أيضا يوم الثلاثاء. وكانت المدينة شهدت اضطرابات عام 2008 .
وذكر شاهد عيان في مدينة دمياط الساحلية أن قوات الأمن أسرعت بالقاء القبض على أربعة محتجين لدى وصولهم الى ميدان الشهابية في المدينة لاستئناف التظاهر.
وأضاف أن قوات أمن كبيرة العدد انتشرت في الميدان.
واجتذبت الدعوة الى مظاهرات الاحتجاج على الفقر والبطالة والقمع الالاف الذين خرجوا الى شوارع القاهرة وعدد من المدن الأخرى في موجة منسقة من المظاهرات غير المسبوقة المناهضة للحكومة منذ تولي مبارك السلطة عام 1981 بعد اغتيال الرئيس أنور السادات برصاص متشددين إسلاميين.
وقالت مصادر أمنية في مدينة أسيوط عاصمة محافظة أسيوط التي تبعد نحو 400 كيلومتر جنوبي القاهرة ان قوات الامن ألقت القبض على 40 من النشطاء لدى وصولهم الى ميناء المجذوب في وسط المدينة للتظاهر.
وأفاد شهود عيان في مدينة السويس التي تقع الى الشرق من القاهرة بأن مئات المحتجين تجمعوا أمام مشرحة بالمدينة توجد بها جثة محتج ورددوا هتافات مناوئة لقوات الامن.
وذكرت مصادر أمنية وسكان أن جثتي محتجين آخرين قتلا يوم الثلاثاء دفنتا في الساعات الاولى من صباح يوم الأربعاء تحت حراسة الشرطة بحضور أفراد من أسرتيهما.
وقال شاهد ان اشتباكا بالأيدي وقع بين الشرطة وأقارب القتيل الثالث.
وأضاف أن أهالي القتيل الذي توفي يوم الأربعاء متأثرا بجروحه تجمعوا أمام المشرحة مطالبين بتشريح جثته من قبل الطب الشرعي.
وقال الشاهد ان نشطاء وأقارب مصابين يساندون أقارب القتيل.
وقالت الشرطة ان أحد أفرادها لقي حتفه يوم الثلاثاء في القاهرة بعد إصابة في رأسه بسبب حجارة تم إلقاؤها.
من محمد عبد اللاه