أعلنت مصر أمس أن لديها «دليل قاطع» على مسؤولية تنظيم «جيش الإسلام» الفلسطيني المرتبط بـ «القاعدة»، عن التفجير الانتحاري الذي استهدف كنيسة في الإسكندرية مطلع الشهر، وتعهدت «تعقب مرتكبي (الإرهاب) وملاحقتهم في الداخل والخارج». لكن التنظيم المتهم نفى صلته بالاعتداء، وإن أشاد بمنفذيه.
وقال وزير الداخلية المصري اللواء حبيب العادلي خلال الاحتفال بعيد الشرطة أمس: «إذا ظن عناصر تنظيم جيش الإسلام الفلسطيني المرتبط بتنظيم القاعدة أنهم قد تخفوا وراء عناصر تم تجنيدها، فقد تأكد بالدليل القاطع تورطهم الدنيء بالتخطيط والتنفيذ لهذا العمل الإرهابي الخسيس الذي راح ضحيته شهداء على أرض مصر».
ووعد بمعاقبة مرتكبي الهجوم الذي أسقط 23 قتيلاً وعشرات الجرحى. وأضاف: «نؤكد لمن تورطوا في هذا العمل الدنيء ومن يدعمهم... إن لم يكن إجهاض محاولاتكم السابقة رادعاً لكم، فلن يفلت آثم من العقاب... ولا تهاون إزاء تيارات التطرف والتعصب التي تروّج للفتنة وتمهد السبيل أمام الإرهاب، وتتسلل من خلالها تهديدات خارجية إلى جسد الوطن ووجدانه».
من جهته، اعتبر الرئيس حسني مبارك في كلمته أمام الاحتفال أن الإعلان «يشفي صدور جميع المصريين». وقال : «لن أتسامح مع من يحاول المساس بوحدة أبناء الشعب المصري والوقيعة بين الأقباط والمسلمين، ولن أتهاون مع أي تصرفات ذات أبعاد طائفية من الجانبين على السواء، وسأتصدى لمرتكبيها بقوة القانون وحسمه». وأضاف: «سنتصدى لدعاة الفتنة ونحاسب المروجين لها والمحرضين عليها، وسنتصدى للإرهاب ونهزمه، ونتعقب مرتكبيه ونلاحقهم في الداخل والخارج، ولن يفلتوا أبداً من العدالة».
وهاجم «دعاة الاستقواء بالأجنبي»، مؤكداً أن «دعواهم مرفوضة وتأباها كرامة مصر بأقباطها قبل المسلمين». ورد على المطالبات بحماية الأقباط، قائلاً ان «زمن الحماية الأجنبية والوصاية ذهب إلى غير رجعة». وناشد الشعب المصري وحدة الصف، معتبراً أن «اللحظة الراهنة تفرض علينا وقفة للانتباه والحذر والوعي والاستعداد، كما تضع على عاتقنا جميعا مسؤولية».
وفي غزة، نفى «جيش الإسلام» تورطه في التفجير، فيما دعت حركة «حماس» مصر إلى التعاون لكشف ملابسات الهجوم، لكنها شددت على أنه «لا وجود لتنظيم القاعدة في غزة على الإطلاق»، متهمة جهاز الاستخبارات الإسرائيلية «موساد» بالوقوف وراء الاعتداء.
ورغم علاقتها المتوترة بهذا التنظيم الذي يسعى إلى إقامة «إمارة إسلامية» في غزة والمواجهات الدامية التي خاضتها ضد عناصره، استنفرت «حماس» لنفي الاتهام عن «جيش الإسلام». وأكدت في بيان أنها تنظر «بقلق» إلى الاتهام. ورأت أن «الموساد هو من يقف وراء هذه الجرائم، لخلط الأوراق». ودعت القاهرة إلى التعاون معها لفحص هذه المعلومات والتأكد من مدى صحتها».