من منكم يتخيل ان تامر حسني كان فيه بدايته يعمل في محطة بنزين ويحمل الطوب والزلط، وان المطربة رولا سعد كانت طفولتها بائسة قضتها في ملجأ للايتام، اما موسيقار الاجيال محمد عبد الوهاب فقد عاش في أسرة سادها الفقر والحرمان الذي كاد أن يودي بحياته، أما فارس كرم فقد كان يعمل عاملاً في مخبز..
السطور التالية ترصد ملامح طفولة المطربين وما عانوه في طفولتهم من بؤس وحرمان:
محمد عبد الوهاب
عانى موسيقار الاجيال من طفولة بائسة في أسرة سادها الفقر والحرمان وطرق بابها المرض والموت الذي سلبه أختيه وكاد يودي بحياته وهو في الثانية من عمره، غير أنه أفاق وهم يغسلونه استعداداً للدفن وهكذا كتب له النجاة لأن الحياة كانت تخبئ له مفاجآت سعيدة وتخبئ معه للشرق ألحانا مبدعة.
التحق "محمد" بكتاب الحي وهو في الخامسة من عمره عسى أن يكون مؤذناً مثل والده أو إماما مثل عمه وهناك اعتاد سماع تجويد الشيخ وعندما توفي هذا الأخير وخلفه الشيخ "عبدالعزيز" ترك محمد الكتاب وأخذ يسعى وراء أماكن اللهو والغناء فقد بدا شغوفا بهذا الفن منذ نعومة أظفاره يقتفي أثار الشيخ «محمد رفعت» و«السيد الصفطي» و"صالح عبدالحي" و"سلامة حجازي" وغيرهم مما اثار حنق والدته، ونقمة أبيه، وعقاب أخيه الأكبر الذي كان يضربه عندما يعود متأخراً من السهر..
ذات يوم سمعه "عبده الحلو" وكان مشجعا للفن فتوقع له مستقبلاً باهرا بعد أن توخى فيه الموهبة النادرة ثم قدمه إلى متعهد الحفلات «فوزي الجزايلي» وكان صاحب فرقة مسرحية ونزل الخبر على ذويه بعد أن علموا بالأمر نزول الصاعقة فأجبروه على ترك الفرقة والبقاء في البيت ولكنه هرب فيما بعد ملتحقاً بركاب فرقة سيرك متجهة إلى «دمنهور» لإقامة بعض الحفلات وقد اتخذ لنفسه اسم محمد البغدادي وكان يغني خلال الاستراحة الاغنيات الشائعة تلك الفترة مثل «ويلاه ما حيلتي» ثم ينتهي من وصلته ويعود إلى النوم في خيمة كبيرة كانت حظيرة للحيوانات الأليفة.
هذا الوضع البائس دفعة إلى الهرب مجدداً والعودة الى القاهرة ملتجئاً إلى صديق العائلة حسن حلاوة طالباً منه أن يسترضي ذويه علهم يسمحون له بالعودة إلى البيت.
رولا سعد
عانت طفولة بائسة بعد وفاة والدها وترعرعها في ملجأ للايتام بعيداً عن أمها التي هجرتها وشقيقتيها وشقيقها الذي ما لبث أن توفي قبل سنوات.
طفولة رولا استحوذت على اهتمام وسائل الاعلام لفترة طويلة خاصة وانه تسبب في بكاءها في اكثر من لقاء تليفزيوني وهو ما جعلها عرضة لانتقادات حادة حيث تم اتهامها باستغلال تلك الطفولة البائسة بهدف الترويج الاعلامي.
تامر حسني
ظهر مؤخراً في قناة دريم في حواره مع عمرو الليثي كاشفاً عن طفولته في برنامج واحد من الناس قائلا: "عندما كنت في الخامسة رأيت الموت بعيني، فذات ليلة صحوت على كابوس مفزع حيث وجدت نفسي انزف دما من انفي وعندما رأت أمي ذلك اصيبت بالرعب وطافت بي عيادات الأطباء الذين أكدوا لها أني مصاب بمرض نادر يسبب النزيف المستمر من أنفي وتحطم آخر أمل على صخرة احد الأطباء الذي أعلنها صريحة أنني لن اعيش اكثر من ستة اشهر لأن هذا المرض يسبب نزيف دماء مستمر أثناء النوم وفى النهاية سوف يؤدى إلى الوفاة".
ويستطرد تامر حسنى قائلا: "بعد سنوات كان خبر مجيء طبيب ألماني مختص بهذا الداء اسعد خبر لأمي فاصطحبتني إليه حيث كتب لي علاجا شفيت بعده من المرض تماما وودعت عذاب المرض ليبدأ مسلسل عذاب جديد بدأ بسفر والدي فجأة وبدون مقدمات"..
وقال إنه عاش اليتم برغم أن والده على قيد الحياة وكان يرتمي في حضن أمه، وتحمل المسئولية وصار رجلا قبل الأوان.
وأضاف أنه وبينما كان الأصدقاء يتبارون فى لعب الكرة بالنوادي واللهو كان هو رب أسرة صغير لتبدأ رحلة العمل ليجلب ما يسد متطلبات الحياة من مأكل ومشرب فعمل في مهن كثيرة أكد أنه لا يخجل منها ابدا فعمل بائعاً في مكتبة ثم عاملاً في محطة بنزين وفاعلاً فى بناء مسجد يحمل الطوب والزلط على كتفيه وقال إن هذه المعاناة صنعت منه رجلاً وأرضعته الصبر والجلد كما أرضعته أمه صفات أخرى حميدة صنعت منه رجلاً يتحمل الشدائد مشيراً إلى أنه ليس ممن يتنصلون من ماضيهم لأنه ليس به ما يشين وأنه يفتخر بأنه كافح خلال سنوات عمره كلها.
راغب علامة
حرمته الحرب من إكمال تعليمه فأنشأ مدرسة ليعوض فيها حرمانه من نيل شهادة، والسبب والدته التي ابعدته آنذاك عن لبنان خوفاً من ارتباطه بحزب سياسي قد يجره إلى القتال في بلد كان يعاني من حرب أهلية، وتربى في منزل صغير ، وكان الوالد موظفاً بسيطاً في البلدية، كان بالكاد يؤمن قوت عائلته، فتمكن راغب من انتشال الأسرة كلها من براثن الفقر، غير أن الفقر لا يزال يذكره بأنه أضاع طفولته.
فارس كرم
في فرن صغير كان فارس يعمل خبازاً لتأمين قوته وقوت أهله، وما ان اصبح نجماً شهيراً حتى اشترى الفرن ووسعه رغم أيام المعاناة التي قضاها داخل الفرن من فقر وتعب وذل وارهاق، غير ان ما حققه من نجاح يبدو كافياً لمحو اثار تلك التجربة السيئة.
هيفاء وهبي
ظهورها الأول كان عبر شاشة التلفزيون كان عام 1996 في مقابلة تلفزيونية اختارت فيها طوعا الحديث عن تورطها في فضيحة شبكة دعارة كانت تضم اسماء شخصيات سياسية وفنية معروفة..
هيفاء بكت على الهواء واستعطفت الجمهور، وكان لدموعها أبلغ الأثر، فانهالت عليها وسائل الإعلام والمجلات الفنية التي اتخذت من قصتها سبقاً صحفياً، وبدأت تبحث في ماضيها المثير للجدل، طفلة لبنانية لأم مصرية، عاشت التمزق بين والديها اللذين انفصلا وهي صغيرة، تزوجت بأحد اقربائها وهاجرت معه الى افريقيا، وهناك بدأت تتلقى معاملة سيئة وصلت الى حد الضرب، هجرت الزوج وعادت الى بيروت، وخسرت حضانة طفلتها التي لم ترها منذ ذلك الحين..
بذلت قصارى جهودها لتحصل على الطلاق، غير انها لم تحصل عليه الا قبل سنوات قليلة، غير انها لم تنجح في الحصول على قرار قضائي يسمح لها بزيارة ابنتها.. استشهد شقيقها الشاب على يد القوات الاسرائيلية في قصفها لجنوب لبنان، لم تستقبلها عائلة الوالد حتى في مراسم عزائه، عانت كثيراً من اشقائها لجهة والدها، فاستقرت بشكل شبه نهائي مع والدتها، لكن المشاكل عادت لتطاردها حين قامت اختها بفضح اسرارها على الملأ بسبب خلاف شخصي بينهما إلا أنهما تصالحتا مؤخراً.
مي حريري
في بيت جنوب لبنان ولدت مي ولم تعش طفولتها بعد أن أرغمت على الزواج بضابط في المخابرات السورية لتنجب ابنتها منال التي لا تزال حريصة على ابعادها عن الاضواء..
مي دخلت عالم الاضواء حين تزوجت الموسيقار ملحم بركات، الذي هجر عائلته واعتنق الدين الاسلامي ليعقد قرانه على مي، وانجب منها طفلهما ملحم جونيور.
غير ان انفصال الزوجين كان حتمياً، لتعود مي وتتزوج المهندس اسامة شعبان وتنجب منه ابنتها التي لا تزال تصارع لتحصل على حضانتها بعد اتهامها للوالد بأنه خطف الطفلة وحرمها منها.
ماريا
تحكي عن طفولتها قائلة: "لم أعش طفولتي كسائر الأطفال بسبب وضعنا الإجتماعي الصعب، ولكن بالرغم من الفقر نشأت مدلّلة. فهناك أشياء كثيرة تعوّض الحرمان المادي وغياب الألعاب والبالونات ومنها حنان الأم مثلاً التي كانت تغدقه علي بحكم أني ابنتها الوحيدة وعلى شقيقي وحيدها أيضاً. وكنت ما أزال في الأشهر الأولى حين انفصل والداي، ولكن الحمد لله نشأت في عائلة محترمة".
وتضيف قائلة: "بدأت العمل باكراً وتحديداً بعمر الـ 13 عاماً حين بدأت تصوير الإعلانات وما زلت أذكر أنني كنت عندما أعود من المدرسة أذهب الى تصوير الإعلانات، وفي هذا العمر بدأت أرتدي حذاء ذا كعب عالٍ وأرتدي فساتين الأعراس لتصويرها، وتحمّلت المسئولية بعمر مبكر ولكنني سعيدة اليوم بما فعلته في ذلك الوقت لأنني كنت أظهر في مجال أحبه ومن خلاله بدأت أصبح معروفة شيئاً فشيئاً".
قمر
عاشت المطربة اللبنانية قمر طفولتها في ملجأ للايتام بعد وفاة والدها وزواج والدتها، ولم تجد حضناً دافئاً غير حضن اختها الصغيرة التي تحيطها باهتمامها ورعايتها، عائلتها تخلت عنها، فتزوجت في سن مبكرة الفنان آدم، غير ان المشاكل ما لبثت ان تفاقمت بينهما، فطلبت قمر الطلاق، وحصلت عليه بعد سلسلة مشاكل اعاقتها عن تحقيق حلمها بدخول عالم الفن بقوة.
قمر التي لا تزال تذكر ايام الحرمان التي عاشتها، تؤكد ان حياتها اشبه بفيلم درامي.
تعليق المحرر
صعب عليا الواد تامر اصرفوله كرتونتين بيض من الكانتين