صحف سعودية تتهم إيران بعلاقتها باغتيال الدبلوماسي السعودي في كراتشي الباكستانية
اتهمت بعض الصحف السعودية الصادرة اليوم (الثلاثاء) /17 مايو 2011 /جماعات إرهابية تابعة للحرس الثوري الإيراني بالوقوف وراء حادثة اغتيال دبلوماسي سعودي أثناء توجهه لمقر عمله في القنصلية السعودية بمدينة كراتشي الباكستانية أمس.وجاء تناول صحيفة ((الجزيرة)) لحادثة الاغتيال بطرح سؤال في مستهل افتتاحيتها "من الجهة التي نفذت عملية قتل الدبلوماسي السعودي في كراتشي بباكستان؟ "، معتبرة الادعاء بأن طالبان (باكستان) هي التي نفذت عملية الغدر والقتل ادعاء كاذب، يراد منه التغطية على الأيادي الآثمة التي نفذت عملية القتل والدولة والجهة الإرهابية التي أمرت بتنفيذ العملية، ظنا منهم بأن مثل هذه الأعمال الإرهابية ترهب المملكة، وتفرض عليها القيام بما يملى عليها من تلك الدولة الإقليمية التي توجه وتنظم الإرهاب في المنطقة، سواء في باكستان أو أفغانستان أو في العراق ولبنان ودول الخليج العربي.
وأضافت الصحيفة قبل أن تمتد يد الغدر إلى الدبلوماسي السعودي واغتياله وهو في طريقه إلى القنصلية السعودية في كراتشي كانت المدرسة السعودية في العاصمة الباكستانية الاقتصادية قد تلقَت تهديدات بالتعرض لها ولطلابها ومدرسيها; حتى تقوم المملكة العربية السعودية بسحب قوات درع الجزيرة من مملكة البحرين.
ولفتت إلى أن الذين حللوا تلك التهديدات واللغة التي كتبت بها وجدوا أن هناك رابطا وثيقا بين مضمون وما احتوته رسائل تلك التهديدات وجماعات الإرهاب المرتبطة بنظام طهران، من الخلايا النائمة التي باتت يقظة، وتعمل بشكل مكشوف ،حيث يتبع الحرس الثوري الإيراني جماعات إرهابية مسلحة نفذت الكثير من عمليات القتل لشخصيات إسلامية، سواء من أهل السنة والجماعة أو من الشيعة وقامت بحرق مساجد وحسينيات في كراتشي ومحيط المدينة، بل وفي مناطق باكستانية أخرى، بقصد إثارة الفتنة وتوسيع دائرة الصدام الطائفي; حتى يتاح للجماعات السياسية المرتبطة بنظام طهران فرض وضع يرسي موقفا سياسيا لجماعة ولاية الفقيه.
وقالت الصحيفة "هؤلاء المسلحون والجماعات الإرهابية التابعة للحرس الثوري المنتشرة في جميع مناطق الاضطرابات الطائفية هم الذين اغتالوا الدبلوماسي السعودي، خاصة أن التهديدات الموجهة للسعوديين في باكستان، دبلوماسيين ومدارس وطلبة ومواطنين، مقترنة بطلب سحب قوات درع الجزيرة، الطلب الذي ترفعه وتروج له إيران ولاية الفقيه".
ووصفت الصحيفة الادعاء وإلصاق التهمة بطالبان باكستان بانه "ادعاء باطل" فلا يوجد احتكاك بين السعودية وطالبان باكستان; فالمملكة لا علاقة لها بما تقوم به طالبان باكستان في بلدها، كما أنه لا تعرف أي علاقة، سواء كانت سلبية أو إيجابية، بين طالبان باكستان والمملكة، وحشر اسمها في جريمة اغتيال الدبلوماسي السعودي نوع من التمويه الذي لا "ينطلي" على أحد.
من جانبها، اعتبرت صحيفة ((الرياض)) مقتل الدبلوماسي السعودي حسن القحطاني في كراتشي ضمن المواجهات القذرة مع الإرهابيين من أي ملة أو حزب، مضيفة " لكن المشكل في باكستان أنها تخوض عدة حروب لأكثر من قضية، والمسألة تتعلق باختراق أمنها الذي ربما جاء من العاملين في الأجهزة الحكومية والأمنية تحديدا ".
وذكرت الصحيفة " ومع أن القضية سيتم تسويتها بدون قطيعة أو إخلال بالعلاقات الحميمة بين المملكة وباكستان، إلا أن العتب سيبقى، إذ إن الظروف الراهنة، سواء بعد مقتل ابن لادن أو الخلافات مع إيران التي قد تدفع بالشيعة هناك للعمل على خلق إحراجات للحكومة الباكستانية، ثم ما قيل إن طالبان هي من قتل الدبلوماسي السعودي، فإن تراخي أجهزة الأمن في حماية الدبلوماسيين يضع الحكومة الباكستانية أمام حزمة من الأخطاء التي تصل إلى حد الإهمال ".
وأكدت الصحيفة أن السعودية لا تتعامل بمنطق الانتقام رغم تعرض السفارة السعودية في طهران قبل عدة أسابيع للرجم بالحجارة وتظاهر العديد من الإيرانيين، ومع ذلك لم نجد من اشتكى بسفارتهم في الرياض لأن تعاملنا، قبل الخلاف السياسي والمذهبي، يراعي المبادئ الدولية فيالعلاقات.
وخلصت صحيفة ((الرياض)) إلى أن قضية الدبلوماسي القحطاني لم تعد رمزية أمام ما حدث إذ تؤكد أن الخلل في أجهزة الأمن الباكستاني مسئول أدبيا، ويأتي اللوم من إخوة لهم معاملة خاصة تصل إلى حد تلازم المواقف بين البلدين لاعتبارات تاريخية ما تزال مستمرة حتى الآن.
اما صحيفة ((اليوم)) السعودية فرأت أن اغتيال حسن القحطاني أحد منسوبي القنصلية العامة للمملكة في كراتشي بأنه يمثل عملا إرهابيا صرفا ويأتي في سياق الموجة الإرهابية التي تجتاح باكستان حيث شهدت القنصلية عملا إجراميا قبل ستة أيام إثر إلقاء مجهولين يركبون دراجة نارية قنبلتين يدويتين على القنصلية.
وأشارت إلى أن تحالف قوى الظلام والإرهاب في باكستان وإصرارهم على نشر الفوضى عبر استهداف المقرات الدبلوماسية هو رسالة معلومة لكل الدول التي تحارب الإرهاب الدولي والمملكة من الدول الرائدة في القضاء على خلايا الإرهاب في الداخل وحققت نجاحا باهرا في كشف الخلايا وتتبع منابع إمدادها وطرق الدعم المالي واللوجستي على أثرها طورت إستراتيجية خاصة لمكافحة الإرهاب.
وتابعت الصحيفة " وأثبتت هذه الإستراتيجية فاعليتها في تصفية أشرار القاعدة على أرض المملكة وأكدت أن المملكة بفاعليتها السياسية والدبلوماسية ستظل شوكة في خاصرة قوى التطرف والتكفير ولن تثنيها ردات الانتقام التي تبديها قوى الإرهاب وهي ماضية في عزمها على الذهاب حتى النهاية في قطع دابر الإرهاب ومن يقف خلفه من دول ومنظمات ولن تخضع لأي منظمة إرهابية أو أي جهة تساند الإرهاب".
وطالبت الصحيفة باكستان بأن تحمي السفارة السعودية والقنصلية من خلال تعزيز الجهد الاستخباراتي ورصد القوى التي تريد النيل من أمن الدبلوماسيين السعوديين لأنها مسئولية وواجب على الحكومة الباكستانية أن تأخذه بجدية بالغة وأن تعزز الحماية عبر تأمين الأمن للدبلوماسيين ولأي سعودي في باكستان وهي مسؤولية تقربها الأعراف الدبلوماسية.
وكانت وزارة الخارجية السعودية قد استنكرت مقتل"حسن مسفر القحطاني" وهو أحد منسوبي قنصليتها في مدينة كراتشي الباكستانية صباح أمس، إثر إطلاق نار تعرضت له المركبة التي كان يستقلها إبان توجهه إلى مقر القنصلية.
وقالت الشرطة الباكستانية والسفير السعودي في باكستان: إن مسلحين يركبون دراجتين ناريتين هاجموا سيارة تابعة لقنصلية المملكة في مدينة كراتشي الباكستانية، وأسفر الهجوم عن مقتل دبلوماسي سعودي وهو الثاني خلال أيام قليلة من إلقاء مجهولين قنابل يدوية على القنصلية السعودية في المدينة ذاتها.
وتواجه باكستان ضغوطا أمريكية متزايدة لشن حملة عنيفة على المتشددين من تنظيم القاعدة الذي قتل زعيمه أسامة بن لادن على يد قوات أمريكية في إحدى المدن الباكستانية أخيرا فيما يعتقد أن أيمن الظواهر الرجل الثاني في التنظيم مختبئا داخل الأراضي الباكستانية.(شينخوا)