أثارت مذكرات منسوبة للرئيس المصري السابق حسني مبارك تقوم بنشرها، مسلسلة، منذ عدة أيام صحيفة «روزاليوسف»، جدلا واسعا في البلاد. وشكك الدكتور مصطفى الفقي، الذي عمل لسنوات كمستشار لمبارك، في أن تكون هذه المعلومات حقيقية، وقال: «المناخ العام في مصر الآن لا يسمح لأي من عائلة الرئيس السابق بأن تتقدم بدعوى قضائية ضد الصحيفة». لكن أشرف أبو الريش، سكرتير تحرير «روزاليوسف»، التي اعتادت نشر ما تقول إنها «أسرار» عن رموز من النظام السابق، قال إن «مرور الأيام يؤكد صحة ما ننشره».
يأتي هذا بينما نفى مصدر طبي مسؤول بالمركز الطبي العالمي، الذي يعالج فيه مبارك، الشائعات التي انتشرت أمس حول وفاة مبارك (84 عاما) أو تدهور صحته.
واستمرت صحيفة «روزاليوسف» اليومية، في نشر ما تقول إنه مذكرات مبارك، وقابل بعض المحللين والمراقبين هذه المذكرات بالتشكيك في صحتها. ونقرأ في هذه المذكرات التي تقول الصحيفة إن مبارك سجلها لصالح دار نشر بريطانية مقابل 10 ملايين دولار، تحولات كبيرة في حياة مبارك. كما تتناول علاقته بقرينته «سوزان ثابت».
وتحكي المذكرات وفقا للصحيفة علاقة مبارك بالرئيس المصري الأسبق أنور السادات، والعقيد الليبي الراحل معمر القذافي، وأسرار اغتيال رجل الأعمال المثير للجدل أشرف مروان في لندن، وغيرها من الأسرار.
وشكك الفقي، الذي عمل مستشارا لمبارك خلال عقد التسعينات، في أن تكون هذه المعلومات حقيقية، وقال: «لا أعتقد أن هذه المذكرات حقيقية وأنا أتشكك جدا في صدقيتها، خاصة أن المذكرات التي تنشرها الصحف المصرية بها معلومات غير صحيحة»، مضيفا قوله: «لا الرئيس السابق ولا أحد من أسرته بحالة تسمح لهم بكتابة مذكراتهم أو نشرها.. أعتقد أن هذه ما هي إلا محاولة لاستثمار حالة الفوضى الموجودة في البلاد حاليا».
من جانبه قال أبو الريش: «نشر مذكرات الرئيس السابق من أهم الموضوعات التي حازت إعجاب القراء في مصر والوطن العربي وارتفعت مبيعات الصحيفة بسببها». وتابع: «أعتقد أن نشر هذه المذكرات هي الحدث الأهم في الصحافة العربية في الوقت الراهن، وأهميتها تنبع من أنها تحكي ما دار طوال الثلاثين عاما من حكم مبارك».
وأضاف أبو الريش أن «البعض شكك في مصادر ما ننشره خاصة مذكرات مبارك والأخبار التي انفردنا بها حول حسين سالم، رجل الأعمال الهارب؛ صديق مبارك، إلا أن مرور الأيام يؤكد صحة ما ننشره».
وانتشرت أمس شائعات حول وفاة مبارك، إلا أن المصدر الطبي أكد أن الرئيس السابق الذي ينتظر حكما بحقه مطلع يونيو (حزيران) في قضايا من بينها قتل المتظاهرين إبان ثورة 25 يناير، يخضع لجميع الفحوص الدورية بشكل طبيعي ولا توجد مؤشرات على تدهور في صحته، وأن جميع نتائج الفحص والتقارير الطبية طبيعية مما يؤكد استقرار حالته الصحية.