بينما يستعد عشرات الناشطين الفلسطينيين في بيت لحم لاستقبال مئات المتضامنين الأجانب من أوروبا والولايات المتحدة، المفترض وصولهم يوم الأحد المقبل إلى الأراضي الفلسطينية في إطار حملة «أهلا وسهلا بكم في فلسطين»، تلقت المحاولات الإسرائيلية لإجهاض هذه الحملة أمس ضربة قاصمة عندما رفضت شركات الطيران الأوروبية إعطاء إسرائيل لوائح بأسماء ركابها. وبذلك تتيح الفرصة أمام المئات منهم على الأقل للوصول إلى مطار اللد والتضامن مع الشعب الفلسطيني ضد مشاريع الاستيطان.
وردت السلطات الإسرائيلية على هذا التطور بالإعلان عن إجراءات مشددة، وحملت إدارة هذه الشركات مسؤولية ما قد ينجم عن قرارها من متاعب لمسافرين «أبرياء».
ويسعى ناشطون فلسطينيون لتكريس مبدأ «زيارة السجين»، ولذلك أطلقوا حملة «أهلا وسهلا بكم في فلسطين». وقال مازن قمصية، أحد النشطاء المسؤولين عن الحملة: «حتى السجين داخل سجنه يحق له الزيارة، ونحن نرفض هذه العزلة التي تفرضها إسرائيل علينا». وأضاف لـ«الشرق الأوسط»: «ننتظر وصول نحو 2000 متضامن من كل الأعمار ليزورونا ويبيتوا معنا ويروا الاحتلال عن قرب». ويرى قمصية أن ما يميز هذه الرحلة هو الصراحة. وقال: «نحن وهم صريحون إلى أبعد حد، نقول إنهم يأتون لزيارة فلسطين وليسوا سياحا وليس لهم أقارب». وأضاف: «ولهذا نرحب بهم ترحيبا كبيرا، ونقول لهم نحن شعب لا يحب العزلة ويحب الانفتاح ويحب السلام».
وسيفتح مئات الفلسطينيين بيوتهم للمتضامنين بحسب قمصية. وتقوم 25 مؤسسة على تمويل هذه الحملة. وحرص المنظمون على دعوة رجال صحافة وإعلام للدلالة على كونهم ضد العنف، وأن هدفهم هو أراضي الضفة الغربية. وسيقوم المتضامنون بافتتاح مدرسة تعليمية دولية لتعليم لغات مختلفة في بيت لحم، وسيستصلحون أراضي زراعية في قرى قريبة، ونقل رسالة للمجتمع الدولي بشأن مواصلة سياسات الإغلاق التي تفرضها إسرائيل على الأراضي الفلسطينية. وأوضح منظمو الحملة أن المتضامنين يعتزمون الإعلان سلفا وأمام سلطات المطار، فور وصولهم، أن هدفهم هو التوجه إلى بيت لحم، وأنهم لا يعارضون أن تقوم الشرطة الإسرائيلية بمرافقتهم في طريقهم إلى بيت لحم للتأكد من أنهم لا يعتزمون التوجه إلى مكان آخر.
ولم تسلم هذه المؤسسات والناشطون من مضايقات إسرائيلية مختلفة بدأت مبكرا. وقال بيان للمنظمين إن القوات الإسرائيلية داهمت بيت أحد الناشطين وصادرت جهاز الكومبيوتر وهاتفه، وفي حوادث أخرى استجوب الكثير من الناشطين وأُخروا لساعات عند دخولهم وخروجهم من البلاد.
وحسب الخطة المرسومة، فإن هؤلاء المتضامنين سيصلون إلى إسرائيل عبر مطار تل أبيب، بعد انتهاء عطلة عيد الفصح اليهودي مباشرة، ومن ثم يتوجهون إلى بيت لحم في الضفة الغربية، في محاولة للتعبير عن احتجاجهم على السياسة الإسرائيلية في الأراضي الفلسطينية، وتخطط إسرائيل لمنع وصولهم بأي ثمن.
وأجرى وزير الأمن الداخلي الإسرائيلي، يتسحاق أهرنوفيتش، مشاورات مع كبار ضباط الشرطة ومندوبي وزارة الداخلية، وسلطة المطارات، لبحث السيناريوهات المحتملة لإحباط أو مواجهة رحلة المتضامنين، وقالت صحيفة «هآرتس» إن إسرائيل سلمت شركات الطيران في دول أوروبية، وفي الولايات المتحدة قائمة بأسماء متضامنين، وطلبت منها منعهم من الصعود على متن الطائرات، وتزويدها بأسمائهم، لكنها رفضت، فأوفدت إسرائيل مندوبين ورجال أمن إلى المطارات التي يعتزم هؤلاء المتضامنون الانطلاق منها.
وقال مصدر دبلوماسي إسرائيلي إنه «تم توجيه رسائل إلى جميع القنصليات والسفارات في البلاد حول الطرق التي يجب عليها التعامل بها مع رعاياها في حالة اعتقالهم خلال وصول رحلة التضامن الجوية الأسبوع المقبل».
