اقترب حبيب العادلي وزير داخلية مصر الأسبق من حسني مبارك بعد دخوله الاستراحة المخصصة له بجوار قاعة المحكمة ووقف أمام سريره وأدى التحية العسكرية وهو يقول "حمد لله على سلامتك يا ريس" ثم صافحه، فقال له مبارك "ازيك يا حبيب أخبارك ايه. معلهش غمة وتزول".
جاء ذلك في الحلقة الثانية من الحلقات التي انفردت بها صحيفة " الوطن " المصرية عن يوميات مبارك في المركز الطبي العالمي تناولت كذلك الصحيفة وقائع اللقاء الذي تم بين مبارك ونجله علاء وجمال للمرة الاولى.
وذكرت الصحيفة عن أولى جلسات محاكمة مبارك أنه في الثامنة صباحا هبطت طائرة هليوكبتر في مطار ألماظة العسكري قادمة من شرم الشيخ وعلى متنها حسني مبارك واللواء شاهين قائد الحراسة الشخصية والعميد خالد من قوة المباحث ومدير مستشفى شرم الشيخ الدولي وطاقم التمريض الخاص به.
قام طاقم التمريض بحمل مبارك إلى عربة الإسعاف التي تحركت إلى الاستراحة الملحقة بقاعة المحكمة ليجد في انتظاره ولديه علاء وجمال اللذين لم يرهما منذ إيداعهما سجن مزرعة طرة، ومعهما أيضا حبيب العادلي وزير الداخلية ومساعديه الستة.
جرى علاء وجمال نحوه وتبادلوا الأحضان والقبلات وقال لهما مبارك "وحشتوني أوي يا حبايبي عاملين إيه"؟.. فرد جمال "الحمد لله بخير وإن شاء الله ما حدش حيقدر يمسك علينا حاجة"
بعد ذلك وبحسب المصادر “ الملاصقة " لمبارك كما وصفتها الجريدة توجه اليه حبيب العادلي ووقف أمام سريره وأدى التحية العسكرية وهو يقول "حمد لله على سلامتك يا ريس" ثم صافحه، فقال له مبارك "ازيك يا حبيب أخبارك ايه. معلهش غمة وتزول".
ثم سأل مبارك حبيب العادلي: "هو كام واحد اتقتل في المظاهرات "؟
رد العادلي قائلا : "حوالي 800 يا ريس أو أكتر شوية. يا ريس معظمهم مات قدام أقسام الشرطة ونقط الشرطة والسجون.. وكام واحد كده ماتوا قدام وزارة الداخلية. وده غير الناس اللي أهاليهم بتقول إنهم ماتوا في المظاهرات وهما أصلا ماتوا في حوادث عادية أو ماتوا موتة ربنا.
ثم سأل مبارك العادلي: أمال إيه موضوع القناصة ده؟
فرد العادلي: علمي علمك يا ريس.. أنا أول مرة شفتهم كان في التلفزيون وما اعتقدش دول تبع وزارة الداخلية.
وقال مبارك موجها كلامه للعادلي ومساعديه الستة "إحنا عمرنا ما أصدرنا أوامر بضرب النار على المتظاهرين، لا أنا ولا السادات ولا حتى جمال عبدالناصر. طول عمرنا بنضرب النار على الأعداء بس".
بعد ذلك توجه مبارك بالسؤال لعلاء : ء: إنت وجمال عايشين إزاي.. والأكل والشرب أخبارهم إيه؟
جمال: بناكل كويس بتقلقش يا بابا. ثم أضاف علاء: تصدق يا بابا أن المراوح طلعت أحسن من التكييف. مبارك سأل: هو انتم معندكوش تكييف في السجن ، قال جمال: لا يا بابا.
مبارك: هو انتم مين اللي بيحلقلكم؟
جمال: واحد مسجون كان أصلا شغال حلاق.
مبارك: بتدولوا أد إيه؟
علاء: كل واحد بيديلوا اللي بيلاقيه في جيبه.. عشرين أو خمسين جنيه.
وابتسم مبارك مندهشا حينما سأل عن صفوت الشريف وفتحي سرور وزكريا عزمي وعاطف عبيد. فرد عليه علاء: مش بنشوفهم كتير أوي، غالبا المقابلات بتكون أثناء الصلاة في المسجد.
ابتسم مبارك مندهشا وتسائل : "وصفوت كمان بتقابلوه في الصلاة. ده أنا عمري ما شفته بيصلي غير في العيد"