توجت زامبيا بالنسخة 28 لبطولة كأس الأمم الأفريقية لكرة القدم للمرة الأولى في تاريخها بعد تغلبها مساء الأحد في المباراة النهائية على كوت ديفوار بركلات الجزاء الترجيحية 8-7 بعد انتهاء وقتي المباراة الأصلي والإضافي بالتعادل السلبي بدون أهداف.
وحقق منتخب "الرصاصات النحاسية" بقيادة المدرب الفرنسي الشاب إيرف رينار انجازا غير مسبوق أهدوه الى روح منتخب عام 1993 الذي توفي أغلب اعضائه في حادث طائرة سقطت في أرض الجابون التي تشاء الاقدار أن تستضيف نهائي اليوم ايضا.
ولم تنفك عقدة رفاق ديديه دروجبا في البطولة الأفريقية، في فرصة ستكون الاخيرة لهذا الجيل الذي يضم نخبة من أشهر لاعبي العالم، حيث فشلوا في التتويج باللقب القاري للمرة الثانية في تاريخهم وإهدائه الى ارواح من لقوا حتفهم في الحرب الأهلية.
كان المنتخب الزامبي البادئ بالتهديد في الشوط الأول، وكاد يفتتح التسجيل مبكرا لولا براعة الحارس أبو بكر باري الذي أنقذ مرماه من هدف مؤكد في الدقائق الأولى.
وبدأ اللقاء يتسم بالطابع السجالي بعد التهديد الزامبي، حيث دخل منتخب الأفيال في اجواء المباراة بالتدريج، وكاد يخرج من الشوط الأول متقدما بهدف لولا سوء تعامل يايا توريه مع كرة رائعة هيأها له دروجبا بالكعب على بعد خطوات من المرمى الزامبي، لكن أفضل لاعب في القارة سدد كرة غير متقنة مرت بجوار القائم.
واشتدت الإثارة في الشوط الثاني، فتبادل المنتخبان الهجمات، وتساوت الكفتان في الاستحواذ على الكرة.
وبلغت الإثارة ذروتها (ق68) حين احتسب الحكم ركلة جزاء لجيرفينيو تركها لزميله دروجبا ليمنحه فرصة دخول التاريخ مع منتخب بلاده، لكن هداف تشيلسي المخضرم أهدر الركلة بغرابة بعد أن سددها في السماء خارج إطار المرمى.
ومع اقتراب الوقت الأصلي للمباراة من النهاية، لجأ المنتخبان لتأمين دفاعاتهما مع الاعتماد على الهجمات المرتدة السريعة او التسديد من خارج منطقة الجزاء حتى أطلق الحكم صافرة نهاية الشوط الثاني ليحتكما الى وقت إضافي مقسم على شوطين.
وأهدر كاتونجو فرصة تاريخية في الشوط الإضافي الأول بعد تسلم تمريرة رائعة من شقيقه الأصغر امام مرمى باري لكنه سدد في قدم الحارس قبل أن تصطدم الكرة بالقائم وترتد الى خارج الملعب.
وبعد أن خارت قوى الفريقين، اضطرا الى الاحتكام لركلات المعاناة الترجيحية، وترك مصيرهما ليحدده الحظ والتوفيق، وبالفعل ابتسم الحظ لأبناء زامبيا في الفوز بركلات الترجيح وتحقيق الانجاز التاريخي لبلادهم.