تهديدات بالملاحقة القضائية، أطلقها عدد من قيادات جماعة الإخوان المسلمين، أمس، ضد قائد شرطة دبي الفريق ضاحي خلفان، ردا على تصريحاته التي فتح فيها النار على الجماعة، بعدما اعترضت على ملاحقة شرطة دبي للشيخ يوسف القرضاوي، رئيس الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين، لانتقاده طرد الإمارات معارضين سوريين.
تصريحات قائد شرطة دبي، التي زادت الأزمة بين جماعة الإخوان ودولة الإمارات، جاءت في مقابلة معه نشرتها صحيفة «الشروق» الجزائرية، أول من أمس، وقال فيها إن الإخوان المسلمين «كانوا في السابق تنظيما، والآن أصبحوا دولة، وبالتالي فإن الوضع القانوني (لهم) يتغير»، واصفا كل من يتعامل مع الإخوان بأنه «عميل»، واتهم خلفان جماعة الإخوان بـ«الاستيلاء على السلطة» فى بلدان الربيع العربي، وقال «هناك من حركهم، ووصّلهم إلى قمة السلطة»، في إشارة إلى دعم أمريكا ودول عربية لهم، وأضاف «هم الآن يتعاطون مع أمريكا، بصفتها القوى الكبرى بعد بريطانيا»، مشيرا إلى أن توافقاتهم «تتغير مع تغيير المهيمن الاستعماري»، وزاد خلفان في انتقاداته للجماعة، بتهكمه على شعارها «وأمرهم شورى بينهم»، بقوله إن الإخوان «أمرهم ديكتاتوري بينهم»، معتبرا أن وصولهم إلى سدة الحكم فى العالم العربى «سيقسم العرب إلى قسمين، دول فيها إخوان، وأخرى ترفض التعاطي مع الإخوان».
الأمين العام لجماعة الإخوان المسلمين محمود حسين، قال لـ«التحرير» إن تصريحات خلفان «اتهامات باطلة، وتردد نفس مقولات النظام البائد»، معتبرا أن مثل تلك الاتهامات «عفا عليها الزمن، لأن الشعب المصرى عرف من هم الإخوان، وأعطاهم ثقتهم، والانتخابات البرلمانية أبرز دليل»، وفق قوله، أما القيادى الإخواني أحمد أبو بركة، فقال إن رد الفعل القانوني تجاه تصريحات قائد شرطة دبي «تتوقف على قرار مكتب الإرشاد، فإذا وجدت الجماعة داعيا لمقاضاته، فلن نتردد فى اتخاذ الإجراءات اللازمة»، بينما قال المحامي الإخواني محمد طوسون، إن مقاضاة خلفان على تصريحاته «تتوقف على معرفة السقطات القانونية التى وقع فيها، حتى يمكن محاسبته».
اللافت أن بعض نواب مجلس الشعب، قالوا لـ«الدستور الأصلي» إنهم يدرسون إرسال خطاب إلى سفارة الإمارات في القاهرة، للتعبير عن رفضهم تصريحات خلفان بشأن القرضاوي، وقال النائب عن حزب النور السلفي على ونيس، عضو اللجنة الدينية في مجلس الشعب، إن كل دولة «من حقها تحديد ما يهدد مصالحها، لكن فى الوقت ذاته من حق القرضاوي التعبير عن رأيه، وليس من حق أحد ملاحقته قضائيا»، معتبرا أن ذلك «يخصم من رصيد الإمارات، خصوصا أن طرد السوريين، في ظل الظروف الحالية، بمثابة رمي مسلم إلى التهلكة».
رئيس اللجنة الدينية سيد عسكر، وهو أحد قيادات حزب الحرية والعدالة الإخواني، قال إن ما تقوم به الإمارات «هيصة إعلامية»، وإن مكانة الشيخ القرضاوي «تكفيه وتحميه، فهو قامة عربية، وليست مصرية ولا قطرية. والقرضاوى صاحب رأي، وله أن يقول ما يشاء»، وحول انتقاد الإمارات لجماعة الإخوان، والقول بأن الجماعة تحرض القرضاوي، قال عسكر «لا يجوز قول ذلك، وهو حديث يشبه حديث مبارك عن جماعة الإخوان».
القيادي السلفي الشيخ أحمد الشريف، اعتبر أن التصريحات الإماراتية «صورة مستحدثة من أداء النظام المصري السابق، ونموذج للعروض الملكية، التي تكون ناعمة فى ظاهرها مثل الأفاعي»، وقال إن مقاضاة القرضاوي «تخطٍّ لكل القيم الأخلاقية»، وطالب الشريف قادة الإمارات بـ«العمل بقول الرسول: اُنصر أخاك ظالما أو مظلوما».