|
| ||
 |  | |
ووكالات
وتعهد الرئيس اليمني علي عبدالله صالح مجدداًَ بعدم تسليم السلطة في بلاده الا من خلال انتخابات عامة، معتبرا الدعوة الى تنحيه عن السلطة "إنقلابا على الشرعية الدستورية"، فيما رفض شباب التغيير في مختلف ساحات اليمن الرؤية الخليجية الأخيرة لحل الأزمة في اليمن لأنها، على حد تعبيرهم، لا تنص صراحة على تنحي الرئيس صالح عن السلطة ومحاكمته مع أقاربه والمسؤولين عن "قتل المئات وجرح الآلاف".
فغداة أعلان "حزب المؤتمر الشعبي" الحاكم في اليمن قبوله خطة سياسية طرحها مجلس التعاون الخليجي لحل الازمة السياسية في البلاد تنص على تنحي الرئيس اليمني وتسليمه السلطة لنائبه بعد شهر من التوقيع على اتفاق مع المعارضة، وحصوله بالمقابل على حصانة من الملاحقة القانونية، قال صالح هيئة الإذاعة البريطانية "بي بي سي" إن تنظيم "القاعدة" ينشط داخل معسكرات الجيش المنشقة عنه، وفي صفوف المتظاهرين المطالبين بتنحيه عن الحكم.
وحذر الدول الغربية من أن المطالبين باسقاط حكمه الآن "باتوا خليطا من الناصريين والاخوان بالاضافة الى تنظيم القاعدة، وللأسف الغرب الذي من المفترض أن يقف الى جانب الشعوب في محاربة الارهاب، لا يفعل الشيئ نفسه في اليمن".
واضاف الرئيس اليمني إنه يرفض ما أسماها بـ"العملية الانقلابية"، موكداً أن "نقل السلطة يجب ان يتم عبر صناديق الاقتراع من خلال لجنة عليا للانتخابات والاستفتاء"، ولافتاً إلى استعداده لقبول مراقبين دوليين. وقال: "نتمسك بالشرعية والدستور ولن نقبل بالفوضى الخلاقة".
واشار إلى أن الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي يريدان منه تسليم السلطة، وسأل: "أسلمها إلى من؟ إلى انقلابيين؟"، متهماً "الغرب بالتغاضي عما وصفه بالأعمال التخريبية لتنظيم القاعدة في اليمن"، ومحذرا من أن الغرب "سيدفع ثمن ذلك غاليا".
في غضون ذلك، حذرت اللجنة الإشرافية العليا لثورة التغيير في مؤتمر صحافي عقدته أمس من ما أسمته خطوات تصعيدية في حال عدم استجابة الرئيس صالح لمطالب الشباب بالتنحي، قائلة إنها ستتخذ "خطوات تصعيدية مع الأيام المقبلة ستفاجئ بها النظام".
وقال رئيس اللجنة الإعلامية عبدالله الشليف إن اللجنة "لا تريد الكشف عن أي خطوات حتى لا تكون مكشوفة"، وإن كان جدد رفض اللجنة لأي مبادرات أو حوارات ما لم تتضمن الرحيل الفوري لصالح.
وانتقد الشليف "اللقاء المشترك لانسياقه وراء حوارات وهمية"، مؤكدأ أنه "لا يمثل إلا نفسه"، وذلك بعدما أعلن "اللقاء المشترك" موافقته على المبادرة الخليجية، وهو ما يعني صداماً بين المعارضة والشباب.
ودعت اللجنة الاشرافية العليا "كل مكونات الثورة من الشباب والأحزاب والمنظمات إلى رفض أي مبادرة أو حوار مع علي صالح ونظامه"، وحضت على التصعيد وتحديد ساعة الصفر لإسقاط هذا النظام الذي وصفته بـ"البائد"، مؤكدة أن "هذا النظام مراوغ وكاذب ولا يفي بعهوده، وأن وجوده أصبح خطراً ليس على الشعب اليمني فحسب، بل على المنطقة برمتها، وأن تأخر سقوطه سيؤدي إلى المزيد من سفك الدماء وتهديد السلم الاجتماعي".
كما دعت اللجنة العليا اللقاء المشترك إلى "الكف عن الدخول في أي مبادرة أو حوار مع صالح ونظامه، والالتحام في المقابل بالثورة والمطالبة صراحة بالتنحي الفوري لصالح ومحاكمة نظامه بصورة عاجلة".
وكانت المواقف السياسية حيال المبادرة الخليجية قد تراوحت بين الترحيب والتحفظ والمعارض، فيما أشادت الولايات المتحدة الأميركية بقبول الطرفين حل الأزمة.
وكانت المعارضة قد أصدرت بياناً رسمياً أكدت فيه أنها وشركاءها في اللجنة التحضيرية للحوار الوطني وقفوا أمام المبادرة الخليجية، معربين عن "ترحيبهم بالخطوات التنفيذيه الواردة في المبادرة الخليجية، على أن يتم تشكيل حكومة الوحدة الوطنية فور تقديم الرئيس استقالته وتولي نائب الرئيس مهام الرئاسة ".
وأمل البيان من "الأشقاء والأصدقاء بممارسة المزيد من الضغوط على السلطة لحماية الدم اليمني واحترام حق اليمنيين الدستوري في التعبير السلمي".
لكن هذا الموقف لم ينل رضى "حزب المؤتمر الشعبي العام" الحاكم ، حيث أكد مصدر مسؤول في الحزب أن "العقلية الانقلابية التآمرية هي المسيطرة على قيادة المشترك، وأن همهم الأول يتمثل بالانقضاض على السلطة عن طريق الفوضى والتخريب وإراقة الدم اليمني".
وأشار المصدر إلى أن "محاولة التسويف والمماطلة أمر غير مقبول كون المبادرة جاءت بعد مشاورات عقدها وزراء خارجية دول مجلس التعاون الخليجي مع ممثلي المؤتمر الشعبي العام وحلفائه واللقاء المشترك وشركائهم في كل من الرياض وأبوظبي، وأنها باتت غير خاضعة للنقاش أو الانتقاء، وذلك بعدما رفض ممثلو اللقاء المشترك وشركاءهم الجلوس على طاولة الحوار مع ممثلي المؤتمر الشعبي العام وحلفائه"، معتبرا أن "أي محاولة لوضع العقبات والعراقيل، انما تؤكد حرص المشترك على الدوران في نفس الحلقة المغلقة".
إلى ذلك، قتل خمسة اشخاص بينهم اربعة عسكريين أمس في صدامات بين وحدة من الحرس الجمهوري ومسلحين قبليين في بلدة العبوس الجبلية في محافظة لحج، في محافظة لحج جنوب اليمن.
وكانت اشتباكات دارت الخميس الماضي في البلدة نفسها فقتل ستة عسكريين واثنان من المسلحين، وذلك بعد رفض الجيش نقل معسكر لوحدة الحرس الجمهوري موجود منذ سنوات في جبل يشرف على بلدات المنطقة، وهو ما يرى فيه السكان "استفزازا".
