حذرت جامعة الدول العربية إسرائيل من استغلال التطورات الحالية في مصر وعدد من الدول العربية من أجل تعزيز الاستيطان وتهويد القدس وتدمير عملية السلام ، منوهة لأن تحرك الجماهير للمطالبة بالديمقراطية والتغيير هو أيضا رسالة موجهة لإسرائيل لتكف عن عدوانها واستيطانها .
وقال السفير محمد صبيح الأمين العام المساعد لشئون فلسطين بجامعة الدول العربية - فى تصريحات له اليوم الأحد - إن المخاوف العربية القائمة حاليا تجاه عملية السلام بالشرق الأوسط ليس بسبب الأحداث الجارية فى المنطقة ولكن بسبب استغلال إسرائيل لانشغال العالم بهذه الأحداث وتعزيز عملية الاستيطان والتهويد فى الأراضى المحتلة.
وأكد صبيح أن إسرائيل لديها برنامج محدد للاستيطان وتصر عليه حتى لو أدى إلى تدمير عملية السلام ، موضحا أن الإدارة الأمريكية لم تستطع إقناع إسرائيل بوقف الاستيطان ولو لشهور رغم كل المغريات والرشاوى غير المقبولة وغير المعروفة.وأشار إلى أن إسرائيل استغلت الأوضاع الحالية بالمنطقة لزيادة وتيرة الاستيطان وهى تعتقد أن العرب نسوا قضية الاستيطان ، مؤكدا أنه إذا لم تحل القضية الفلسطينية ويتم وقف الاستيطان والعدوان الإسرائيلى وعدم الانسحاب من الأراضى العربية المحتلة بما فيها القدس وعدم إقامة الدولة الفلسطينية وفقا لما جاء فى مبادرة السلام العربية والقرارات الدولية سيؤدى ذلك إلى بقاء هذه المنطقة متوترة وخطيرة للغاية.
وحذر إسرائيل من أن تفهم بشكل خاطىء أن التطورات الحالية فى المنطقة التى تشهدها بعض الدول لأسباب داخلية خاصة بها هى ضوء لأى عدوان إسرائيلى جديد ، مؤكدا أن ما يجرى فى المنطقة ليس فى صالح إسرائيل لأنه عندما تتحرك الجماهير للمطالبة بديمقراطية وتغيير هو أيضا رسالة موجهة لإسرائيل لتكف عن عدوانها واستيطانها.
ودعا السفير محمد صبيح الأمين العام المساعد لشئون فلسطين بجامعة الدول العربية فى تصريحاته إسرائيل ألا تفرح بتطورات الأوضاع الحالية فى المنطقة ، لأن كل المشاكل سببها وجود هذا الكيان الذى يعتدى ولا يحترم السلام ولا القرارات الدولية.
وحول التراخى الدولى تجاه إسرائيل رغم الأحداث بالمنطقة ، عبر صبيح عن استغرابه ودهشته وغضبه فى الوقت نفسه من طريقة تعامل أمريكا ودول غربية كثيرة مع قضايا المنطقة العربية ، موضحا أن الإدارة الأمريكية بكل مكوناتها تدخلت فى الشأن المصرى بشكل واضح وصريح وقوى وتقدمت بطلبات غير مقبولة إلى جانب تدخلها فى شأن عدد من الدول والشعوب العربية الأخرى بينما لا نجد مثل هذه المواقف الصريحة والقوية عند التعامل مع العدوان والاستيطان والحصار الإسرائيلى للشعب الفلسطينى والقتل اليومى للفلسطينيين ومحاولات تهويد القدس بالكامل.
وأكد أن ما حدث فى مصر يرتب على الولايات المتحدة الآن أن تقرأ كل التطورات بالمنطقة بنفس المستوى من الأهمية وبنفس المقياس والمعيار من الديمقراطية والحقوق والواجبات ، مشيرا إلى أن المواطن العربى أصبح ينظر إليه بمنتهى الجدية والأهمية وأنه حان الوقت لنسمع الحديث بلغة واحدة والبعد عن الكيل بمكيالين حتى يكون هناك مصداقية فى التوازن الدولى والسياسة الدولية تجاه قضايا الشرق الأوسط