ترحيب عربي ودولي واسع بانتصار الثورة المصرية
توالت الردود العربية والدولية المرحبة بتنحي الرئيس المصري حسني مبارك والانتصار التاريخي الذي حققته الثورة المصرية فيما عبرت بعض الأطراف العربية والعالمية عن الترقب إزاء مستقبل البلاد، في هذه الأثناء عمت أجواء الفرح والاحتفال الشارع العربي من المحيط على الخليج.
خطوة إيجابية هامة
وفي أولى الردود العربية اعتبرت دولة قطر في بيان صدر عن الديوان الأميري أن نقل السلطة في مصر إلى المجلس الأعلى للقوات المسلحة يشكل خطوة "إيجابية هامة" على طريق تحقيق تطلعات الشعب المصري، معربة عن تطلعها لاستعادة مصر دورها القيادي في العالم العربي والإسلامي ودعم ومناصرة قضايا الأمتين العربية والإسلامية، وأكدت في الوقت نفسه حرصها على علاقات متميزة مع مصر والعمل على تنميتها وتطويرها بما يخدم مصالح البلدين وشعبيهما.
من جهتها أكدت دولة الإمارات العربية دعمها لمصر وثقتها في قدرة المجلس الأعلى للقوات المسلحة المصرية على إدارة شئون البلاد. وقالت وزارة الخارجية الإماراتية في بيان " إن الإمارات تؤكد أيضا حرصها الدائم على تعزيز العلاقات التاريخية الأخوية المتميزة مع الشقيقة مصر بما يحقق مصالح البلدين والشعبين الشقيقين في إطار دعم الإمارات المتواصل لمصر وشعبها الكريم في جميع المجالات."
وفى الأردن، قالت وزارة الخارجية الأردنية في بيان لها أن الحكومة الأردنية تعبر عن ثقتها بقدرة المجلس الأعلى للقوات المسلحة المصرية بالنهوض بالمسؤولية الكبيرة الملقاة على عاتقه في هذه اللحظة التاريخية الدقيقة، بإدارة شؤون مصر باقتدار نحو المرحلة الجديدة وبما يكفل استمرار مصر الشقيقة في أداء دورها المركزي الهام و البناء في محيطها العربي وعلى الساحة الدولية، وبما يحفظ لها الأمن والأمان والاستقرار والازدهار .
وأضاف البيان أن "الحكومة الأردنية تعبر عن مساندتها الكاملة لمصر التي تربطنا بها علاقات تاريخية مميزة وأعمق أواصر الأخوة وأوثق روابط التعاون المثمر في مختلف المجالات والذي نتطلع لاستمراره".
احترام إرادة الشعب
من جهتها أعربت تونس عن ارتياحها لإعلان مبارك التخلي عن منصب رئاسة الجمهورية وانتقال صلاحيات السلطة إلى المجلس الأعلى للقوات المسلحة المصرية.
وقالت وزارة الخارجية إن حكومة التونسية تلقت "ببالغ الارتياح إعلان الرئيس مبارك التخلي عن منصب رئاسة الجمهورية وانتقال صلاحيات السلطة إلى المجلس الأعلى للقوات المسلحة المصرية، معربة عن " إكبارها لنضال الشعب المصري الشقيق وتضحيات شهدائه من شباب مصر".
وأبدت الحكومة السودانية ترحيبها بتنحي مبارك وأكدت احترامها لخيار وإرادة الشعب المصري وتحقيق تطلعاته المشروعة في الكرامة و الحرية والاستقرار والسلام. وقالت وزارة الخارجية السودانية فى بيان لها " يعلن السودان ترحيبه واحترامه لخيار وإرادة الشعب المصري وتحقيق تطلعاته المشروعة في الكرامة والحرية والاستقرار والسلام", مضيفا أن السودان يؤكد أن انتقال السلطة السلمي إلي المجلس الأعلى للقوات المسلحة يعبر عن إرادة وطنية خالصة نرجو أن تفضي إلي تحقيق التطلعات المشروعة للشعب المصري .
كما حيت حركتا المقاومة الإسلامية (حماس) والجهاد الإسلامي ثورة الشعب المصري التي أدت إلى تنحي الرئيس المصري حسني مبارك.
وقال سامي أبو زهري الناطق باسم حماس في بيان صحفي ، إن " تنحي مبارك هو إعلان بداية انتصار الثورة المصرية التي نؤكد في حركة حماس وقوفنا إلى جانبها ودعمنا لمطالبها".
وقالت الجهاد "مصر ولشعبها إنجاز هذه الخطوة الكبيرة على طريق الثورة"، مشيدة بشبابها وأبنائها. وقالت الحركة الإسلامية في بيان صحفي لها، " إن ما حققته ثورة الأحرار في مصر دليل على أنه ما من قوة تستطيع قهر إرادة الشعوب".
لحظة تاريخية
من جهته قال الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون إن استقالة الرئيس المصري حسني مبارك تمثل "لحظة تاريخية"، معربا عن ارتياحه لهذا القرار الذي وصفه بالصعب, "حرصا على المصلحة الأوسع للشعب المصري".
وقال بان " في هذه اللحظة التاريخية أؤكد مجددا دعوتي إلى انتقال شفاف، ومنظم، وسلمي للسلطة يفي بالتطلعات المشروعة للشعب المصري، بما في ذلك إجراء انتخابات حرة، ونزيهة، وموثوق بها، تؤدى إلى إقامة حكم مدني مبكر".
وقالت كاثرين آشتون مفوضة شؤون السياسة الخارجية في الاتحاد الأوربي إنها تحترم قرار الرئيس المصري حسني مبارك بالتنحي ودعت إلى الحوار لتشكيل حكومة موسعة.
وأضافت اشتون في بيان بهذا الشأن أن الاتحاد الأوروبي يدعم هدف الشعب المصري من أجل انتقال منظم وسلمي للسلطة إلى الديمقراطية وانتخابات حرة ونزيهة في مصر.
وفى خطابه المتلفز الذي استغرق ست دقائق ، قال الرئيس الأمريكي باراك أوباما أن ما يحدث في مصر هو " لحظة تاريخية ", مضيفا أن الرئيس مبارك ، بتنحيه عن الرئاسة ، استجاب إلى " تعطش الشعب المصري للتغيير".
وحث أوباما الجيش المصري على ضمان انتقال موثوق به بعد تنحى مبارك، مشيرا إلى أن الجيش المصري تصرف بوطنية ومسؤولية كنظام انتقالي ، وعليه الآن ضمان حدوث " انتقال موثوق به في أعين الشعب المصري.
وأكد نائبه جوبايدن أن رحيل مبارك يجب أن يؤدى إلى مسار متفاوض عليه تجاه الديمقراطية ، وأن الانتقال يجب أن يكون تغيرا "لا رجعة فيه"
وفي باريس، رحب الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي بقرار الرئيس مبارك،ودعا إلى مواصلة الإصلاح الذي يقود مصر إلى مجتمع يتمتع " بالحرية ، والتعددية ".
وقال ساركوزي في بيان أصدره قصر الاليزية أن " فرنسا تحيى هذا القرار الشجاع ، والضروري ،و تتمنى ان تتخذ السلطات المصرية إجراءات تؤدى إلى " إقامة مؤسسات ديمقراطية تنتج عن انتخابات حرة ونزيهة ".
وفى روسيا، قال وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف "نأمل أن تساعد التطورات الأخيرة في استعادة الاستقرار والعمل الطبيعي لكافة هياكل السلطة، ونأمل أن تبدي الحكومة والمعارضة أيضا الرغبة في استقرار الوضع".
كما رحب دوما الدولة الروسى، مجلس النواب بالبرلمان، باستقالة مبارك، ونقل الإعلام المحلى عن ليونيد سلاتسكى، نائب رئيس اللجنة الدولية بالدوما، قوله " ان هذا القرار صائب تماما، وذكر ليونيد كلاشينكوف، وهو مسؤول بارز آخر بالدوما، إن قرار مبارك بالاستقالة جاء " متأخرا، بيد انه كان القرار الصائب الوحيد".
يوم سعادة عظيمة
وفي ألمانيا، وصفت المستشارة انغيلا ميركل يوم التغيير في مصر بأنه "يوم سعادة عظيمة." وقالت في مؤتمر صحفي "نحن نشهد تغييرا تاريخيا، موضحة أنها تتمنى للمصريين مجتمعا "بدون فساد ولا رقابة ولا اعتقال ولا تعذيب"
وقال رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون "يجب أن يكون هناك حكم ديمقراطي ومدني كجزء من هذا التغيير المهم من أجل مصر حرة وديمقراطية".
وأعلنت نيوزيلندا عن ترحيبها أيضا بقرار مبارك بالاستقالة من منصبه، وقالت على لسان وزير الخارجية موراي مكولي إن الحكومة النيوزيلندية تأمل في أن يتعامل الجيش المصري بضبط النفس ويظهر احترامه لرغبات الشعب المصري، على ما ذكرت إذاعة نيوزيلدا يوم السبت.
وأكدت أن استقرار مصر والشرق الأوسط يعتمد على التحول من الاحتجاجات والمواجهات إلى الحوار والتعاون.
وأعربت إسرائيل عن أملها في أن تتم عملية انتقال السلطة "بهدوء". وأكد مسؤول إسرائيلي في تصريحات لوكالة الأنباء الفرنسية على الحاجة الملحة للحفاظ على معاهدة السلام المصرية الإسرائيلية.
ونقلت وكالة رويترز عن مسؤول إسرائيلي بارز قوله إنه من المبكر التنبؤ بتأثيرات تنحي مبارك على الأوضاع في المنطقة.
وأضاف: "نأمل أن يتم التحول إلى الديمقراطية في مصر بشكل سلس ويخلو من العنف، وان تحترم اتفاقية السلام."
فرحة الشارع العربي
وعمت فرحة عارمة مختلف البلدان العربية إثر إعلان تنحي مبارك وسقوط نظامه.
وسارع حزب الله الذي تدهورت علاقاته مع القاهرة إلى أدنى حد، إلى تهنئة المصريين بـ"النصر التاريخي" الذي حققوه، وأعلن تنظيم احتفالات شعبية بهذه المناسبة داعيا اللبنانيين إلى التجمع على إحدى الطرق الرئيسية في الضاحية الجنوبية لبيروت، معقل التنظيم الشيعي.
وسمع إطلاق عيارات نارية في ضواحي بيروت فيما سارت في العاصمة وفي مدينة طرابلس (شمال) مواكب سيارات رفع ركابها الإعلام المصرية على وقع المفرقعات.
غزة.. آمال بالحرية
وفي قطاع غزة، احتفل الآلاف بتنحي مبارك وسط أجواء الفرح والأمل بأن يفضي سقوط نظامه إلى رفع الحصار عن قطاع غزة، خلال مسيرات بدأت عفوية ثم دعمتها حركة حماس التي تتهم السلطات المصرية بإحكام عزلة غزة عبر إبقائها معبر رفح الحدودي مغلقا.
ودعت حماس إلى تجمعات كبرى فيما دعا مؤذنو المساجد إلى تظاهرات حاشدة انطلقت من جميع مناطق القطاع، كما خرج عشرات من عناصر كتائب عز الدين القسام الجناح المسلح لحركة حماس في مسيرة من شرق مدينة غزة.
وفي الضفة الغربية، نزل مئات من كل النواحي إلى الشوارع حاملين أعلاما مصرية وفلسطينية ولا سيما في ساحة رام الله مقر السلطة الفلسطينية.
وفي قطر تجمع الآلاف من الوافدين المصريين والعرب على كورنيش الدوحة فيما جابت مئات السيارات المزينة بالأعلام المصرية شوارع العاصمة مطلقة أبواقها.
وهتفت مجموعات من الشباب "مصر مصر حرة والحرامية برة" و"تحيا مصر" و"الشعب المصري اسقط النظام"، كما انشد آخرون النشيد الوطني المصري وأناشيد وطنية أخرى وحمل البعض أيضا صور الزعيم المصري الراحل جمال عبد الناصر.
ورود وحلوى
وهتف المتظاهرون "مصر مصر، تحيا مصر" و"باي باي مع السلامة يا مبارك" و"حسني مبارك طيرناه، عقبالك يلي وراه" و"باي باي، على مين الدور الجاي".
وفي اليمن الذي شهد في الثالث من فبراير تظاهرة بدعوة من المعارضة، نزل آلاف المعارضين للرئيس علي عبدالله صالح إلى الشوارع في صنعاء للاحتفال بتنحي مبارك والمطالبة بتغيير النظام في اليمن.
وحاول مئات من المتظاهرين الاقتراب من مبنى السفارة المصرية إلا أنهم لم يتمكنوا نظرا للتدابير الأمنية المشددة التي فرضتها السلطات حول المكان، فيما صبت معظم المسيرات في ميدان التحرير بالقرب من مقر الحكومة اليمنية.
وردد المتظاهرون الذين بينهم عدد كبير من الطلاب هتافات مثل "الشعب يريد إسقاط النظام" و"أمس في تونس واليوم في مصر، وبكرا اليمن يفك الأسر" و"تحيا مصر"، كما رفع البعض الأعلام المصرية ولافتات كتب عليها "مبروك للأمة العربية رحيل مبارك".
كما شهدت عواصم تونس والمغرب والجزائر وموريتانيا وعدد من العواصم الأوروبية احتفالات استمرت حتى ساعات الصباح الأولى.
