بدأ المحتجون في اليوم الثامن عشر للثورة بتعديل تكتيكاتهم في التظاهر والاعتصام بهدف تكثيف الضغوط على النظام المصري حتى يستجيب لمطالبهم، فبعد أن كان الأمر مقتصرا على ميدان التحرير بوسط القاهرة، انتقل التظاهر والاعتصام تدريجيا ليصل إلى المباني والمؤسسات الحيوية في الدولة، مثل مجلس الشعب، ومبنى الحكومة، ثم التليفزيون الرسمي، وأخيرا وليس آخرا، قصور الرئاسة التي أصبحت بين عشية وضحاها تحت حصار المتظاهرين.
فعقب صلاة الجمعة اليوم اتجهت مسيرات حاشدة من أماكن متفرقة في الإسكندرية باتجاه قصر الرئاسة في رأس التين للاعتصام أمامها ومطالبة الجيش بالتدخل، وهى تردد هتافات تطالب برحيل الرئيس وإسقاط النظام.
كذلك انطلقت مسيرة حاشدة أخرى من شرق المدينة من مناطق العصافرة وسيدى بشر فى اتجاه مبنى الإذاعة والتليفزيون بمنطقة باكوس، تعبيرا عن رفضها التام لخطاب الرئيس مبارك أمس.
وفي وقت سابق من صباح اليوم تجمهر عدد كبير من المتظاهرين قدر ببضعة آلاف أمام قصر العروبة في مصر الجديدة شرقي القاهرة مطالبين الرئيس مبارك بالتنحي الأمر الذي دفع الجيش لإحاطة القصر بالأسلاك الشائكة وتعزيز انتشاره في محيط القصر حتى لا يقتحمه المتظاهرون.
فقد أدى المتظاهرون اليوم أمام قصر العروبة صلاة الجمعة، وقارن الخطيب عصر مبارك بعصور الحكام الديكتاتوريين فى دول أوروبا الشرقية، قائلاً: إن وقت حرب 73 كان فى كل بيت شهيد والآن فى كل بيت معتقل أو شهيد رأى.
يأتي ذلك بعد توجه آلاف المتظاهرين عصر أمس الخميس لأول مرة صوب قصر عابدين أحد القصور الرئاسية، الأمر الذي دفع مدرعات وعربات الجيش لفرض كردون صارم أمام القصر، فيما استقرت بعض سيارات الأمن المركزي في الجهة المقابلة لميدان عابدين.
وهتف المتظاهرون قائلين "سلمية.. سلمية"، ثم رددوا هتافات معادية لقوات الأمن المركزي فتحركت سيارات الأمن المركزي على الفور وغادرت ميدان عابدين، ليردد بعدها المتظاهرون هتافات "الشعب يريد إسقاط الرئيس" لفترة قبل أن يغادروا ميدان عابدين متجهين صوب ميدان التحرير لينضموا إلى آلاف المعتصمين هناك.
واستبق الرئيس حسني مبارك تحركات حشود المتظاهرين تجاه قصور الرئاسة، واستقر في مدينة شرم الشيخ على ساحل البحر الأحمر بعد قليل من اندلاع مظاهرات الشعب يوم 25 يناير الماضي المنادي بتنحيه عن السلطة