وأكد الطيب رفض الأزهر أيضاً للتصريحات الأوروبية والأمريكية التي قال إنها "تنتهز الفرص وتحاول العبث بالشأن المصري في الوقت الذي تقف فيه هذه السياسات عاجزة ومشلولة كلية عن تقديم أي عون يقف في وجه الانتهاكات الصارخة التي تمارس يوميا ضد شعوب المنطقة وضد المسلمين في العالمين العربي والإسلامي."
وأعرب الطيب عن "بالغ القلق من التصريحات والفتاوى الإقليمية والعالمية التى تتناول الشأن المصري الداخلي،" معلنا رفض الأزهر التام لكل "محاولات التدخل الأجنبي في شؤون مصر الداخلية واستغلال مطالبها المشروعة التي ينادى بها شبابها المخلص انطلاقا من وطنيته الخالصة ومصريته النقية الصداقة،" وفقاً لوكالة أنباء الشرق الأوسط المصرية الرسمية.
وكان المرشد الإيراني، علي خامنئي، قال الجمعة إن الانتفاضة التي تشهدها مصر حالياً توجه ضربة للسياسات الأمريكية في المنطقة، في خطبة جاءت مع "جمعة الرحيل" التي توعد فيها المحتجون في مصر إسقاط الرئيس، حسني مبارك.
وفي خطبته بصلاة الجمعة بطهران، قال خامنئي إن "الصهاينة يعلمون مدى الزلزال الذي سيحدثه انتقال السلطة في مصر وعودة هذا البلد إلى مكانته الحقيقية."
وذكر الزعيم الإيراني أن انتفاضة مصر وفي حال نجاحها ستكون هزيمة نكراء للولايات المتحدة في المنطقة.
ومن جانبه، أشار رئيس مجلس الشورى الإيراني، علي لاريجاني، إلى مصادمات "ميدان التحرير" قائلاً إن: "هذه الأعمال الإجرامية تأتي في إطار الديمقراطية الأمريكية لأنها لا تريد الحرية والديمقراطية الحقيقية للشعب المصري."
ونقلت وكالة الأنباء شبه الرسمية "مهر" عن لاريجاني قوله إن الديمقراطية التي "تتحدث عنها أمريكا هي التي رأيناها في ساحة التحرير بالقاهرة حيث هاجم البلطجية المتظاهرين المسالمين وهذه هي ديمقراطية الخيول والجمال التي تتطلع إليها أميركا."
وتأتي تصريحات لاريجاني في إشارة إلى مصادمات بين مناهضي الرئيس مبارك ومؤيديه إثر اقتحام مجموعة على متن خيول وجمال للحشود المرابضة في ميدان التحرير للاحتجاج بصورة سلمية للمطالبة بالإطاحة بمبارك منذ عشرة أيام.
ومنذ الأسبوع الأول للأحداث، دخلت الدبلوماسية الإيرانية ووسائل الإعلام الرسمية في إيران بقوة على خط ما يجري في مصر، عبر بيانات تأييد لتحركات المحتجين، وصل بعضها إلى حد اعتبار ما يحصل بالقاهرة من آثار "الصحوة التي أطلقتها الثورة الإسلامية،" وتحدث قائد بارز بالحرس الثوري عن انتقال الأحداث من مصر لدول أخرى.
وقال المتحدث باسم الخارجية الإيرانية، رامين مهمانبرست، في بيان أصدره السبت الماضي، إن مظاهرات الشعب المصري ضد النظام الحاكم "تحرك نحو تحقيق العدالة،" داعيا السلطات المصرية إلى "تحقيق المطالب المشروعة للشعب المصري،" على حد تعبيره.
وقال مهمانبرست إن طهران "تتابع عن كثب الأحداث الجارية في مصر، تتوقع من السلطات المصرية الإصغاء لصوت الشعب والعمل على تلبيه مطالبه المشروعة وعدم لجوء قوات الأمن والشرطة إلى العنف ضد الصحوة الإسلامية التي تحولت إلى انتفاضه شعبيه في هذا البلد."
وقد رد أحمد أبو الغيط وزير الخارجية المصري، على خامنئي، قائلاً إن حديث مرشد الثورة الإيرانية عن التطورات الداخلية في مصر يكشف عن "مكنون ما يعتمل في صدر النظام الإيراني من أحقاد تجاه مصر."
وأضاف أبو الغيط لوكالة الأنباء المصرية الرسمية "أن تمنيات المرشد بإقامة شرق أوسط إسلامي تقوده إيران إنما يكشف عما تسعى تلك الدولة لتحقيقه في المنطقة."
ورفض أبوالغيط "بشكل قاطع أن يقفز خامنئي أو غيره على طموحات وتطلعات مصر وشبابها أو أن يتحدث باسمهم أو أن يقدم لنا دروسا فى حين أن بيته من زجاج." وقال "إن اللحظة العصيبة لايران لم تأت بعد.. وسوف نشاهد تلك اللحظة بالكثير من الترقب والاهتمام" على حد تعبيره.