اليمن: صالح يقيل الحكومة ضد ضغط الشارع
أقال الرئيس اليمني، علي عبدالله صالح، الحكومة التي يرأسها علي محمد مجور، وذلك تحت ضغط الشارع المطالب بالإصلاح منذ أسابيع، وبعد الصدامات الدامية التي وقعت الجمعة بساحة التغيير، وأدت إلى سقوط عشرات القتلى والجرحى، وكلف صالح الحكومة المقالة مساء الأحد بالاستمرار في تصريف الشؤون العامة العادية.وكان عدد من المسؤولين اليمنيين أن اسقالوا احتجاجاً على المواجهة الدامية مع المعارضة بالبلاد، وقال مسؤول في وزارة الخارجية اليمنية الاحد، إن عبد الله الصايدي سفير اليمن لدى الامم المتحدة، استقال احتجاجا على العنف ضد المتظاهرين.
وأضاف المسؤول، ان الصايدي أرسل استقالته الى مكتب الرئيس ووزارة الخارجية.
وتأتي إستقالة الصيادي بعد ساعات من إعلان وزيرة حقوق الإنسان في اليمن، هدى البان، الأحد استقالتها من منصبها الحكومي، احتجاجا على مقتل 52 شخصاً الأسبوع الماضي، أثناء قمع متظاهرين بوسط العاصمة صنعاء.
وكان أكثر من مائة شخص قد أصيبوا أثناء المصادمات التي جرت بين متظاهرين مناهضين للرئيس علي عبدالله صالح وقوات الأمن اليمني في "ساحة التغيير" أمام جامعة صنعاء الجمعة.
وتواصلت التظاهرات في البلاد، خاصة عند تشييع جثمان الذين سقطوا في الأحداث بصنعاء، مما زاد من توتر الأجواء في البلاد.
وتفجرت المواجهات بين عشرات الآلاف من المحتجين المناهضين لصالح، والذين كانوا يحتشدون في ساحة "التحرير"، قرب جامعة صنعاء، وآلاف آخرين من الموالين للرئيس اليمني، حيث تبادل الطرفان الرشق بالحجارة، وفق ما أفاد شهود عيان.
ولجأت قوات الأمن اليمنية في البداية إلى إطلاق النار في الهواء، وقنابل الغاز المسيل للدموع، في محاولة لتفريق المتظاهرين، ولكن سرعان ما تطورت الأحداث بشكل دراماتيكي، بعد قيام قوات الشرطة بإطلاق الرصاص الحي على جموع المحتشدين، بحسب الشهود.
وكان صالح قد أعلن اليوم، الأحد، يوم حداد وطني على أرواح "شهداء الديمقراطية" الذين قال إنهم سقطوا في حي الجامعة بصنعاء أو غيرها من المحافظات.
وقال خلال لقائه بالمشايخ والشخصيات الاجتماعية وأعضاء المجلس المحلي والشباب في مديرية بني مطر بمحافظة صنعاء، الأحد: "نأسف لسقوطهم ضحايا في تلك الحوادث التي ترتكبها عناصر من أحزاب المشترك تعمل على تأجيج الأوضاع وخلق التوتر ومحاولة الدفع بالوطن إلى المجهول"، وفق وكالة الأنباء اليمنية، سبا.
وتابع: "" الحقيقة أن من سقطوا يوم أمس ( السبت) ويسقطون ضحايا حوادث العنف التي تحصل الآن هم نتيجة لتلك التعبئة الخاطئة والتحريض والفوضى التي تتحمل مسؤوليتها أحزاب اللقاء المشترك وما يسمى باللجنة التحضيرية للحوار الوطني وغيرهم من دعاة الفتنة."
وكانت وزارة الداخلية قد حمّلت، في وقت سابق من الأسبوع الماضي، قوى المعارضة مسؤولية المصادمات التي تشهدها صنعاء، وعدد من المدن اليمنية الأخرى.
وتشهد صنعاء احتجاجات شعبية شبه منتظمة، مناهضة للرئيس صالح، الذي يحكم البلاد منذ عام 1978، والذي كان قد تعهد مطلع فبراير/ شباط الفائت، بعدم الترشح لولاية جديدة.