مجازر إسرائيلية في غزة: الدبابات تقتل الأطفال
|
|
في غفلة من العالم المنشغل بأكثر من بؤرة توتر عربية مشتعلة من ليبيا إلى اليمن، جدّدت إسرائيل إعمال آلة قتلها مستهدفة أطفال غزة بذريعة الرد على قذائف هاون أطلقت من القطاع لم توقع أيّ إصابة.
ففي مجزرة اعتادها الجيش الإسرائيلي ضد المواطنين المدنيين لا تستثني امرأة ولا طفلاً ولا مسناً، وجهت الدبابات الاسرائيلية قذائفها المدفعية عصر أمس تجاه ملعب للأطفال في حي الشجاعية ومنزل محاذ، ما أدى إلى استشهاد أربعة مواطنين بينهم طفلان وإصابة 12 شخصاً آخرين بينهم أربعة أطفال في حال الخطر، ليلحقوا بأكثر من 20 جريحاً كانوا أصيبوا خلال سلسلة غارات وعمليات قصف منذ فجر أمس.
وفي مجزرة أخرى شرق مدينة غزة، قتل أربعة من عناصر حركة الجهاد الاسلامي مساء أمس في غارة جوية اسرائيلية.
الرئاسة الفلسطينية دانت "بشدة" القصف الاسرائيلي، ودعا رئيس الوزراء المكلف سلام فياض المجتمع الدولي الى "التدخل الفوري(..) لإلزام اسرائيل وقف هذا العنف والتصعيد الخطير وتوفير الحماية للمدنيين العزل"، كما دعا اسماعيل هنية رئيس الوزراء المقال مجلس الامن الدولي الى التدخل لحماية الفلسطينيين كما يفعل في ليبيا.
ففي قصف مدفعي إسرائيلي استهدف منزل المواطن فايق الحلو في شارع النزاز وملعباً لكرة القدم في حي الشجاعية شرق مدينة غزة، استشهد أمس أربعة مواطنين بينهم طفلان وأصيب 12 آخرون بينهم أربعة أطفال في حال الخطر.
وقالت وكالة الأنباء الفلسطينية (وفا) إن الشهداء سقطوا نتيجة لقصف دبابات الاحتلال المتمركزة في موقع "ناحال عوز" شرق المدينة. وأضاف أن الشهداء والجرحى نقلوا إلى مستشفى الشفاء غرب المدينة وهم ياسر حامد الحلو (58 عاماً)، وحفيده ياسر عاهد الحلو (16 عاماً)، وابن شقيقه محمد جهاد الحلو (11 عاماً)، ومحمد صابر حرارة (17 عاماً).
كما استشهد أربعة مواطنين مساء أمس وأصيب آخران، في قصف إسرائيلي نفذته طائرة استطلاع شرق حي الزيتون جنوب شرق غزة.
وقال شهود عيان إن طائرة استطلاع أطلقت صاروخاً واحداً على الأقل تجاه مجموعة من المواطنين شرق حي الزيتون ما أدى إلى استشهاد أربعة أشخاص وإصابة اثنين آخرين، مضيفين أن الشهداء والمصابين نقلوا بسيارات إسعاف إلى مستشفى الشفاء في مدينة غزة.
وذكرت مصادر طبية أن الشهداء هم أدهم فايز الحرازين (29 عاماً)، وسعدي محمود حلس (23 عاماً)، ومحمد عطية الحرازين (27 عاماً) الذي استشهد متأثرا بجروحه، وكلهم من حي الشجاعية، والشهيد محمد أكرم عابد (31 عاماً) من مخيم الشاطئ.
وأكدت حركة الجهاد الاسلامي مقتل أربعة من مقاتليها في غارة استهدفت مساء أمس، حي الزيتون شرق مدينة غزة، كما أكد ادهم ابو سلمية المتحدث باسم لجنة الاسعاف والطوارئ التابعة لوزارة الصحة في حكومة حركة حماس هذه الحصيلة.
وأعلن الجيش الاسرائيلي ان الغارة استهدفت "ارهابيين كانوا يستعدون لاطلاق صاروخ مضاد للدبابات" ضد قوات متمركزة بالقرب منهم، مؤكدا سقوط جريح. وحذر الجيش "حركة حماس من مواصلة عدوانها"، ومن ان قواته "سترد بقوة" على اي اطلاق نار من قطاع غزة الذي تسيطر عليه الحركة منذ 2007.
وقبل ذلك ببضع ساعات، اصيب فلسطينيان بإطلاق نار من دبابات اسرائيلية في الحي نفسه بحسب شهود عيان شاهدوا خمس الى ست دبابات اسرائيلية على طول الحدود، كما أصيب مواطنان آخران في قصف مدفعي على المنطقة.
وقصفت الزوارق الحربية الإسرائيلية، أمس، قوارب الصيادين على شاطئ منطقة السودانية غرب بلدة بيت لاهيا، وأفاد شهود عيان أن الزوارق الحربية أطلقت ثلاث قذائف تجاه قوارب الصيادين، دون أن يبلغ عن وقوع إصابات في صفوف المواطنين.
وشنت المقاتلات الاسرائيلية ليلاً سلسلة غارات على أهداف في غزة رداً على اطلاق قذائف وصواريخ من القطاع، أدت الى سقوط تسعة عشر جريحاً بينهم امرأتان وطفلان بحسب اجهزة الطوارئ الفلسطينية.
وأوضح الجيش في بيان انه استهدف "نفقين لارهابيين ومخازن لتصنيع الاسلحة بالاضافة الى موقعين اخرين استخدما في نشاطات ارهابية". وأضاف ان الغارات "رد على سيل القذائف وصواريخ القسام وغراد من قطاع غزة" على اسرائيل الاسبوع الماضي.
وتوعدت كتائب القسام بأن "العدو سيدفع الثمن غاليا اذا واصل عدوانه وجرائمه ضد اهلنا وشعبنا في قطاع غزة".
وخرق التصعيد في الايام الاخيرة تهدئة ميدانية غير معلنة على الحدود بين اسرائيل وقطاع غزة سادت في الفترة الماضية.
ودانت الرئاسة الفلسطينية بشدة القصف الاسرائيلي لغزة واعتبرته "تصعيدا يهدف الى توتير الاجواء المتوترة اصلا في المنطقة بسبب السياسات والممارسات الاسرائيلية التصعيدية في الاستيطان والقصف المتواصل لقطاع غزة"، كما قال الناطق باسم الرئاسة نبيل ابو ردينة.
كما دعا سلام فياض رئيس الوزراء الفلسطيني المكلف في بيان الى "التدخل الفوري من المجتمع الدولي لالزام اسرائيل بوقف هذا العنف والتصعيد الخطير وتوفير الحماية للمدنيين العزل".
ودعا اسماعيل هنية رئيس الوزراء المقال "مجلس الامن الذي لم يتوان عن اصدار قرارات وتنفيذها بسرعة كما جرى في ليبيا، ان يفعل الشيء نفسه لحماية شعبنا ومعاقبة الاحتلال".
ودان مجلس جامعة الدول العربية، العدوان الإسرائيلي المستمر والمتواصل على الشعب الفلسطيني، وخاصة الجريمة الإسرائيلية الأخيرة التي سقط ضحيتها مدنيون، وأدت إلى تدمير العديد من الممتلكات الفلسطينية في قطاع غزة.
وطالب المجلس في بيان له في دورته غير العادية على مستوى المندوبين أمس، الأمم المتحدة ومجلس الأمن واللجنة الرباعية، بتحمل مسؤولياتهم لوقف هذا العدوان المستمر والمذابح المتتالية.
وأعرب رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو أمس، عن أسفه لمقتل اربعة مدنيين فلسطينيين "من طريق الخطأ" بنيران الجيش الاسرائيلي في قطاع غزة.
وفي موسكو، اعرب الرئيس الروسي ديمتري مدفيديف لنظيره الفلسطيني محمود عباس عن قلقه بشأن عملية السلام في الشرق الاوسط وسط الاضطرابات التي تشهدها المنطقة،
وقال الرئيس الروسي خلال استقباله عباس انه لا يزال يؤيد اقامة دولة فلسطينية مستقلة تكون القدس الشرقية عاصمتها، وهو ما أكده اثناء زيارته لمدينة اريحا في الضفة الغربية في كانون الثاني (يناير) الماضي.
وجاء الاجتماع بين الرئيسين قبل يوم من الوصول المتوقع لرئيس الوزراء الاسرائيلي الى موسكو.
ودعت فرنسا الفلسطينيين والاسرائيليين على لسان المتحدثة باسم الخارجية كريستين فاج أمس، الى ضبط النفس "لتفادي تصعيد العنف الذي برهن التاريخ الحديث ان عواقبه يمكن ان تكون مدمرة |