المصريون أيدوا التعديلات رغم المطالبات برفضها (رويترز) |
أعلن رئيس لجنة الاستفتاء على التعديلات في مصر عن موافقة أغلبية المصريين على التعديلات، بعد يوم من أول تجربة ديمقراطية تجري في مصر منذ الإطاحة بالرئيس السابق حسنى مبارك في ثورة شعبية.
وقال محمد احمد عطية رئيس اللجنة القضائية العليا التي أشرفت على
الاستفتاء في مؤتمر صحفي إن 77.2 بالمائة من أكثر من 18.5 مليون ناخب شاركوا في التصويت أيدوا التعديلات.
وبلغت نسبة المشاركة في الاستفتاء 2ر41 في المائة من بين 45 مليون شخص يحق لهم المشاركة في التصويت.
وستسمح هذه النتيجة للمجلس الأعلى القوات المسلحة الذي يدير البلاد بإجراء انتخابات برلمانية بحلول سبتمبر/أيلول القادم.
إقبال تاريخي
نسبة المشاركة تراوحت بين 80 و88% (الفرنسية)
وقال مراقبون إن الإقبال على التصويت فاق المتوقع في أول استفتاء في التاريخ الحديث لا تعرف نتائجه سلفا بسبب الإقبال الضخم من الناخبين وشفافية واضحة في إجراءات الاقتراع.
وقال مراقبون إن أغلبية الناخبين قالت نعم للتعديلات في كثير من المحافظات استجابة لسياسيين قالوا إن الموافقة تعني تحقيق الاستقرار للبلاد التي تشهد احتجاجات واعتصامات فئوية وعودة الشرطة على استحياء إلى الشوارع.
مخالفات
وذكرت وكالة أنباء الشرق الأوسط أن أربع منظمات تراقب حقوق الإنسان تقدمت بشكاوى إلى اللجنة القضائية المشرفة على تنظيم الاستفتاء من مخالفات وأخطاء شابت الاقتراع.
وقالت الوكالة إن المنظمات رأت أن المخالفات والأخطاء المشكو منها تؤثر على المعايير الدولية للنزاهة والشفافية في إدارة العملية الانتخابية.
وقال ناخب في محافظة المنيا جنوب القاهرة إن المشرفين على الاقتراع في اللجنة التي صوت بها لم يطلبوا منه غمس إصبعه في الحبر الفوسفوري الذي يضمن عدم تكرار الإدلاء بالصوت.
وبعد مرور ساعات على بدء الاقتراع تجمهر ناخبون أمام لجان في مدينة المحلة الكبرى بدلتا النيل وقرى قريبة منها غاضبين وحدث الشيء نفسه في لجان بمحافظة قنا في جنوب البلاد بسبب وقف التصويت لغياب الإشراف القضائي.
وقال شهود في بعض اللجان في عدد من المحافظات إن الاقتراع لم يكن سريا.
وخرج ناخبون من لجان كثيرة وقد ظهر الحبر الذي لا يزول لفترة من الوقت على أصابعهم، لكن ناخبين قالوا إن الحبر يزول بمجرد غسل الأيدي.
موسى: المهم الانتقال إلى مصر جديدة (الجزيرة) |
انقسام
وساد انقسام في الرأي بين من قالوا إن الحاجة قائمة لدستور جديد وآخرين قالوا إن التعديلات كافية في الوقت الحالي.
وأشارت الصحف المصرية الصادرة اليوم إلى أن عملية التصويت وما سبقها شهدت محاولات مكثفة من جانب الاخوان
وبقايا الحزب الوطني والجماعات السلفية لحشد المواطنين لقول "نعم" لهذه التعديلات، وفي المقابل فإن القوى الجديدة لثورة 25 يناير والأقباط والأحزاب والحركات العلمانية ودعاة الإصلاح حشدت أنصارها للمشاركة ورفض هذه التعديلات لأنها -بحسب رأيهم- لا تضمن أن تكون مصر دولة مدنية، كما أنها تمنح رئيس الدولة الذي سينتخب مستقبلا سلطات مطلقة.وأثنى المرشد العام للإخوان محمد بديع بعد أن أدلى بصوته في إحدى اللجان على الاستفتاء قائلا إنه من الإسلام، مؤكدا أن شعب مصر في هذا اليوم يسطر تاريخ مصر الحديث ويسقط فترة الفساد ويسترد حقه.
كما امتدح الأمين العام للجامعة العربية عمرو موسى -الذي يعد من أبرز المرشحين للرئاسة- المشاركة المرتفعة في الاستفتاء لدى الإدلاء بصوته في منطقة الغاردن سيتي بالقاهرة، وقال إنه ليس من المهم التصويت بنعم أو لا، بل المهم تصويت الناخبين والانتقال إلى مصر جديدة.
وخلال الاقتراع ظهر جو الانقسام السياسي الذي ساد بعد تنحي الرئيس حسني مبارك. ولدى مشاهدة رئيس مجلس الشعب السابق فتحي سرور الذي كان مقربا من الرئيس المخلوع في لجنة انتخابية تعرض لهجوم لفظي من ثلاثة ناخبين قال له أحدهم "هل ما زلتم أحياء ارحلوا عنا".
وتهدف تعديلات الدستور إلى فتح الطريق لانتخابات تشريعية تليها انتخابات رئاسية بما يسمح للجيش بتسليم السلطة لحكومة مدنية منتخبة.
ومن بين التعديلات أن تكون مدة الرئاسة أربع سنوات لا تتكرر إلا مرة واحدة لشاغل المنصب. وكانت مدة الرئاسة ست سنوات قابلة للتكرار مدى الحياة في الدستور الذي قرر المجلس الأعلى للقوات المسلحة تعطيله بعد قيام مبارك بنقل سلطات رئيس الدولة إليه.