اليابان تنفذ عمليات جديدة لتبريد مفاعلات فوكوشيما وارتفاع حصيلة الزلزال
وفي لقطات بثها التلفزيون العام "ان اتش كي"، وقف مئات اللاجئين ومعظمهم من المسنين، ساعة وقوع الكارثة، في مركز لايواء المشردين في مدينة يامادا في منطقة ايواتي، دقيقة صمت على ارواح ضحايا الزلزال المروع والامواج التي بلغ ارتفاعها عشرة امتار التي تلته.
وبعد دقيقة الصمت، انحنى الناجون الذين لفوا انفسهم باغطية تقيهم من البرد.
لكن هذه الحصيلة يمكن ان ترتفع اذ ان عدد المفقودين يبلغ اكثر من عشرة آلاف شخص بحسب ارقام رسمية، كما اعلنت الشرطة.
وعلى الرغم من تعبئة لا سابق لها تشمل ثمانين الفا من الجنود ورجال الانقاذ، لم يعد هناك امل على الارجح في العثور على ناجين بينما تضرب موجة برد المنطقة المنكوبة. وللمرة الاولى منذ حلول الكارثة، لاحظ الخبراء تطورا مشجعا في محطة فوكوشيما التي تضررت اربعة من مفاعلاتها بفعل الانفجارات والحرائق.
وعلى الرغم من تعبئة لا سابق لها تشمل ثمانين الفا من الجنود ورجال الانقاذ، لم يعد هناك امل على الارجح في العثور على ناجين بينما تضرب موجة برد المنطقة المنكوبة. وقال غراهام اندرو المستشار الخاص للمدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية يوكيا امانو "لا يزال الوضع خطيرا جدا في محطة فوكوشيما دايشي النووية. لكن لم نشهد تطورا نحو الاسوأ" خلال 24 ساعة.
واضاف خلال مؤتمر صحافي بات يوميا للوكالة التابعة للامم المتحدة، ومقرها فيينا، ان الوضع "لم يتدهور، وهذا امر ايجابي ولكن امكانية ان يتجه نحو الأسوأ لا تزال قائمة".
ومنتصف نهار امس استأنفت الشاحنات الصهاريج صب عشرات الاطنان على المفاعل 3 لمنع قضبان الوقود من الانصهار وتجنب حادث نووي خطير.
وقال ناطق باسم شركة الكهرباء اليابانية (تيبكو) التي تستثمر المفاعلات ان هذه العمليات "كان لها اثر ايجابي"، بينما اكد الناطق باسم الحكومة يوكيو ايدانو ان "اولويتنا تبقى المفاعل رقم 3".
وفي هذا المفاعل الذي دمرت بنيته الخارجية في انفجار للهيدروجين، تضرر حوض تخزين الوقود المستعمل الواقع خارج منطقة العزل.
وتعمل السلطات على زيادة مستوى المياه في الاحواض لعدم كشف قضبان الوقود للهواء ما يؤدي الى تسرب اشعاعي.
وقد اعلنت ان جهدها ينصب على جلب كميات كبيرة من المياه لتبريد المنشآت وخصوصا المفاعلات الاول والثاني والثالث، وكذلك احواض تخزين الوقود المستعمل في المفاعلين 3 و4.
ولكن الهم الاول لمؤسسة الكهرباء اليابانية هي في اعادة تزويد المحطة بالكهرباء لتشغيل مضخات التبريد في المفاعلات وملء الاحواض. ويتوقع الانتهاء من توصيل خط كهربائي مؤقت كما قالت هيئة السلامة النووية.
واصيبت انظمة التبريد بعطل في 11 مارس اثر الزلزال الذي بلغت قوته 9 درجات وهو الاقوى الذي تشهده اليابان. واعقب الزلال مد بحري هائل دمر التحصينات البحرية للمحطة التي بنيت في السبعينات على الساحل الشمالي الشرقي لليابان.
وللمرة الاولى منذ بدء هذه الأزمة، عمدت اربع مروحيات عسكرية يابانية الى رش مئات آلاف الليترات من المياه على المفاعلين الثالث والرابع. كما قامت صهاريج تابعة للجيش برش المباني.
واعلنت عدة دول بينها الولايات المتحدة وروسيا وفرنسا استعدادها لمساعدة اليابان.
وتغرق بعض احياء العاصمة على غير عادتها في الظلام ليلا بسبب تقنين الكهرباء.
وكتبت "جابان تايمز" أمس الجمعة ان "العاصمة المزدهرة والمتألقة باتت مدينة مكفهرة، تملؤها الأعطال والترقب".
من جهته، حرص الرئيس الامريكي باراك اوباما على طمأنة الامريكيين بشأن عدم وجود مخاطر تسرب اشعاعي الى البلاد، في حين اعلنت الشركة المصنعة لحبوب اليود والبوتاسيوم ان مخزوناتها نفدت بسبب كثافة الطلب.
وأمر اوباما بفحص شامل للتحقق من سلامة المنشآت النووية في الولايات المتحدة.
وقد وعدت السلطات اليابانية بتحسين جهودها لاغاثة نحو 440 الف متضرر بعد شكاوى من نقص مياه الشرب والطعام.
وتعقد الثلوج والبرد في شمال شرق البلاد مهمة 80 الف جندي وشرطي ورجل انقاذ، كما تعرض سلامة النازحين الاكثر ضعفا مثل المسنين والاطفال الذين فقد 100 الف منهم منازلهم.
وفي مدينة كاتاهاما يحاول اللاجئون مقاومة البرد بينما هبطت دجرجة الحرارة الى الصفر في مركز اجتماعي غير مزود بالكهرباء او الغاز او المياه.